زاد الاردن الاخباري -
آثرت ان ابتعد عن الجدل الحاد القائم بين الزملاء الاطباء الا انني وجدت نفسي مضطرا ان اوضح بعض الحقائق الغائبه عن الكثير من الرسميين و غير الرسميين.
و قبل ان ادخل بالموضوع لابد ان اوضح ايضا بانه ليس اي مصلحه شخصيه من مشروع تعديل القانون كوني اجتزت امتحان البورد الاردني لامراض القلب قبل عدة سنوات بالاضافه الى ثلاث بوردات امريكيه بقسطرة القلب و تداخلاتها و امراض القلب و امراض الباطني.
بحدود عام 2009 تشرفت بان امثل ما يقارب عن 500 طبيب في الولايات المتحده لتمثيلهم و المطالبه بمعادلة شهادات البورد الامريكي دون الجلوس لامتحان البورد الاردني و وقعت رساله في حينها من الاسماء و قدمت الى جلالة الملك حيث كان من الداعمين لهذا الفكره و سلمت نسخ لرئيس الحكومه و وزير الصحه و المعنيين بالعلاقه … فشكلت لجان لدراسة الموضوع …. كان هنالك معارضه كما هي الان لمشروع تعديل القانون و منها لاسباب محقه و منها لاسباب نختلف عليها .. منهم من قال انه لا يجوز استثناء خريجي الدول الغربيه عن الدول الاخرى فتربطنا علاقات مع جميع دول العالم … و بعد نقاش مستفيض اتفقنا مع بعض اعضاء اللجان بان تصاغ بطريقه لا يستثنى منها احد تخرج من دول و منح شهادة البورد او ما يعادلها… فاعترض اخرون و بحق بان هنالك نفر قليل من الاطباء ( معدودين على اصابع اليد حتى لا نهول الموضوع ) انهوا متطلبات الاختصاص بالاردن و لم يحالفهم الحظ بالبورد الاردني فذهبوا الى دول معينه و حصلوا على الشهادات بمده لا تتجاوز الشهر وتم معادلة شهاداتهم في حينها كاخصائيين … من هنا جاءت فكرة اعادة صياغة القانون بطريقه تحفظ سلامة الوطن و المريض و تفتح الطريق امام الخبرات الدوليه، فاتفقنا على ان يكون الطبيب حاصل على تدريب كامل من الدوله و حاصل على شهادة الاختصاص منها و بخبره عمل سنه كطبيب مرخص و ممارس للمهنه على شعب تلك الدوله …. الا ان المعارضين للفكره لم يغيروا من فكرتهم … فاقترح معالي الباشا الدكتور عبد اللطيف الوريكات عندما كان وزير صحه و كان داعما لفكرة تعديل القانون بالخبره خمس سنوات بدل من سنه عل ان هذا الاقتراح يلقى قبول بين الزملاء الاطباء … الا ان وزير الصحه غادر الوزاره و لم يدعم هذه الفكرة اي من الوزراء لا قبله و لا بعده حتى جاء الدكتور فراس هواري...
و هنا اريد ان اذكر ان اول وظيفه عملت فيها و كانت من اجمل ايام عملي كانت في مستشفى البشير حيث عملت لمدة 5 سنوات تقريبا فتعرفت على اطباء افتخر بصداقتهم … و تعرفت على مشاكل المؤهلين العالقه و التي لم تحل الى يومنا هذا…. و لهم مطالب في نظري عادله و يجب ان تحل. هذا المستشفى تخدم اكبر عدد مرضى بالمملكه و تشهد تطور ملحوظ باستمرار قد لا يكون بالسرعه المطلوبه الا انها تسير بالاتجاه الصحيح.
جميعنا متفق بان امتحان البورد الاردني امتحان صعب للغايه و نسبة الرسوب فيه عاليه جدا في كثير من التخصصات و بعضها وصل الرسوب به الى 100% و هذا شي غير منطقي دون الدخول في التفاصيل. و بنفس الوقت لايمكن الغاء البورد لانه يشكل ركيزه لتقيم الاطباء ممن لا تنطبق عليهم شروط مشروع تعديل القانون الجديد.
الكل متفق بان نظام المجلس الطبي بحاجه الى اصلاحات جذريه تسمح برفع المستوى العلمي في الوطن و بطريقه عادله .
فمشروع تعديل القانون سيسمح باثراء الاردن بالخبرات سواء من الدول الغربيه او الشرقيه على حد سواء اذا ما انطبقت الشروط على الطبيب. فلست مع اسلوب نفر قليل تعامل مع الموضوع باستعلاء و غيره فهنالك خريجين من روسيا و ايطاليا و غيرها من الدول قد يتفوق على بعض خريجين امريكا.
هنالك الكثير من الكلام حول الموضوع الا انني أود أن أؤكد بصفتي الشخصية ان النقابه جزء لا يتجزء من هذا المشروع و يجب اشراكها بشكل اساسي بالاضافه الى اصحاب الخيره ذو العلاقه حتى نخرج بمشروع اصلاحي توافقي …
و من الحلول قد تكون منح رخص مزاولة مهنه دون الدخول بدوامة هذا النقاش و ذلك اضعف الايمان.
في راي المتواضع ان التصويت على مشروع تعديل القانون سلبا قد يؤخر هذا الموضوع لعدة سنوات اخرى فارى انه اذا ما كان الاتجاه داخل مجلس النواب بالرفض ان تقوم الحكومه بسحب مشروع القانون و الجلوس مع جميع الاطراف للخروج بحل توافقي يخدم الوطن و المواطن و الاطباء.
ملاحظه هذه الصوره من صياغة المقترح الذي قدم عام 2010
الدكتور وائل الحسامي
بوسطن