اختلفت منظومة الاتصالات بصورة جذرية عن فتراتها السابقة، وبات هذا العلم يشهد يوميا تطورات متعددة على المستوى الدولي، لا تتوقف خطوات تقدّمه عند حدّ معين، الأمر الذي يجعل من مواكبة ما يحدث في هذا الشأن أمرا ضروريا وليس ترفا، تحديدا في الجوانب المتعلقة بحماية الاتصالات وأمن المعلومات، إذ أصبح هذا الجانب يحمل أهمية كبرى.
قليلون من يتنبهون لأهمية هذا القطاع، وهناك من لا يزال ينظر اليه قطاعا ترفيا، ولم يحقق في خطوات تطوّره سوى انجازات بسيطة إن لم تكن منعدمة، وفي ذلك غفلة تاريخية عن أهميته وحساسيته في ظل وجود حروب باتت تنال من أشخاص ودول أدواتها الأساسية خاصة في عِلم الاتصالات، مما يجعل من الاهتمام بهذا القطاع مسألة حتمية.
جلالة الملك عبدالله الثاني وجّه في كثير من المناسبات والكلمات والخطابات الرسمية بضرورة الاهتمام في قطاع الاتصالات، ومتابعة تطوراته، الأمر الذي جعل الأردن من أوائل الدول على مستوى العالم في هذا القطاع، سواء كان في خدمات التشغيل، أو جوانبه الفنية وكذلك التنفيذية، وفي الخبرات عالية المهنية الموجودة بأبناء الوطن في هذا الجانب، فكثيرة هي الخبرات الأردنية الموزعة بدول متعددة، تستفيد منها.
وفي إشارة ملكية جديدة لأهمية هذا القطاع وضرورة مواكبة تطوراته، تأتي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس الأول لمركز «السيطرة في هيئة الاتصالات الخاصة»، حيث أكد جلالته على «ضرورة تطوير القدرات والاستفادة من الخبرات الدولية، لتعزيز وسائل حماية الاتصالات، والمساهمة في حماية أمن المعلومات»، حيث يوجّه جلالته مركز السيطرة في هيئة الاتصالات الخاصة بضرورة تطوير القدرات، لتعزيز حماية الاتصالات وتطوير أمن المعلومات، لتشكّل رؤى جلالته منهجا لعمل متطوّر في هذا المجال الهام.
كما بين جلالته خلال جولة في مركز السيطرة، «أهمية التحديث المستمر لمواكبة التطور السريع الحاصل في مجالي الإنترنت والهواتف الذكية» رسالة أخرى من جلالته لضرورة التنبّه لهذا الجانب المتطوّر باستمرار وعدم اغفاله في الخطوات المتسارعة نحو الكثير من التطوّر والتميّز الذي حققه ويحققه المركز، ففي تطورات الانترنت والهواتف الذكية تسارع لا يتوّقف، فهو الجانب الهام في منظومة الاتصالات الذي عرف تحوّلات كثيرة، لذا فهو يفرض ضرورة للمتابعة ومواكبته.
ودون ادنى شك يعدّ مركز «السيطرة في هيئة الاتصالات الخاصة»، أحد أهم المراكز على مستوى عربي ودولي، وما يتمتع به من امكانيات ضخمة ويعمل على تنفيذ مشاريع وخدمات للعديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، وقد أعرب جلالة الملك عن اعتزازه بجميع مرتبات هيئة الاتصالات الخاصة، وبمستواهم المتميز، خلال جولته في المركز، ليشكّل المركز حالة متطوّرة في قطاع بات اليوم أساسيا في كافة جوانب الحياة.
من جديد، رسالة ملكية لجهة الاهتمام في قطاع هام خطى به الأردن خطوات هامة بوّأته مراتب متقدمة عالميا، ليسعى لتحقيق مزيد من الانجازات، كونه قطاعا لا يتوقف عند نقطة محددة في التطوّر، ليؤشر جلالة الملك لأهمية قطاع الاتصالات والأمن المعلوماتي وحماية الاتصالات من داخل مركز السيطرة في هيئة الاتصالات الخاصة، لتكون الخطوات القادمة اكثر تطوّرا.