أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمارك: تمديد الدوام للتخليص على السيارات الكهربائية الأعـيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني بداية عبور الجبهة الباردة شمال المملكة مُرفقة بانقلاب جذري على الأجواء مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية بالإخلاء العرموطي يوجه اسئلة حول سرقة سفارتنا في باريس الأردن: اليكم أسماء المناطق التي ستقطع عنها المياه بسبب الديسي “الأمن العام” يحذر من المنخفض الجوي المتوقع الفايز: ندعو للتصدي بكل قوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن رئيس الديوان الملكي يعود مندوبا عن الملك مصابي حادثة الرابية(صور) مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية ترجيح تخفيض أسعار المحروقات في الأردن الشهر المقبل الأردن .. حماية المستهلك ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة أول تصريح لرئيس الوزراء بعد حادثة الرابية الزيود: نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 دينار الأوقاف تعلن بدء الـتسجيل الأولي للراغبين بالحج رئيس الوزراء جعفر حسان يزور منتسبي الأمن العام المصابين بإطلاق النار في الرابية اليورو ينزل لأدنى مستوى في عامين والدولار يرتفع .. ماذا عن باقي العملات؟ صحيفة إسرائيلية تكشف نقاط الخلاف بشأن الاتفاق المحتمل مع حزب الله
برقية لرئيس وزراء أسبق
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة برقية لرئيس وزراء أسبق

برقية لرئيس وزراء أسبق

17-08-2022 05:48 AM

ماهر أبو طير - ذات مرة كتبت مقالا عن الضجيج في عمان، وأنها لم تعد صالحة للحياة، فأبرق لي رئيس وزراء أسبق برسالة واتس اب يقول فيها معلقا على المقال ما معناه ان مستواك ارفع شأنا من تناول هكذا مواضيع، إذ مالك ومال الضجيج في عمان، ولماذا لا تركز على الملفات السياسية فقط؟.
والرئيس الاسبق، قدس الله سره، معذور، إذ على الأغلب لا يسمع الضجيج، مثل بقية خلق الله، فبيته كله معزول، وزجاج بيته معزول، وربما يسكن في بيت بعيد عن عامة الشعب المقهور.
نتحدث هنا عن جودة الحياة التي تتدنى يوما بعد يوم، ولولا الاضطرار لما اشترى الأردني ذاته شقة في عمان هذه الايام، لكنها بلاده، لا مفر له منها، حتى لو تدنت جودة الحياة فيها.
أعود الى ذات القصة، لعل احدا يسمع، ولن ألومهم إذا لم يسمعوا، اذ ربما ينشغلون في قضايا ثانية، من سعر الحليب في ايطاليا، مرورا بانخفاض منسوب نهر الراين، وصولا الى اسعار القهوة.
تبدأ نهارك في عمان، بأصوات مدارس الباصات الخاصة، التي تجلب الطلبة، وكلما وصلوا الى بيت اطلقوا العنان لأبواقهم مرات، قرب البيت حتى يخرج الاطفال الى الباص، وهذه هي البداية، ثم يأتيك بعده صوت سيارات الغاز التي تتنافس على الحي الواحد، وطوال اليوم، سيارة وراء سيارة، وبينهم سيارات شراء الخردة، أو المواد التالفة من خشب، وأدوات كهربائية، وبعدها تأتيك السيارات التي تنبش حاويات القمامة، بحثا عن قطعة بلاستيك، وسيارة تلو سيارة تنبش ذات الحاوية، وليتهم يعيدونها الى موقعها، بل يركلونها ارضاً، ثم تعود سيارات المدارس لتعيد الاطفال الى بيوتهم، وتطلق العنان لأبواقهم لعل السيدة المصون تخرج لاسترداد اطفالها او ترسل خادمتها الحنون لتتسلم الاطفال من الباصات، فهذا هو زمن الامهات البديلات، والاباء الغائبين.
وكل يوم، تغزوك سيارات بيع الخضار والفواكه، تارة سيارة مع مكبر صوت مزعج، ينادي على كل انواع الخضار والفواكه، وتارة سيارة متخصصة فقط بالبطيخ، وسيارة تجول بالعنب السكري، المسكر عنوة في هذا الحر، وفي مناطق ثانية من عمان، تجول سيارات بيع الادوات المنزلية، او الادوات البلاستيكية، او المواد الكيماوية للتنظيف، ولا يوجد ما يمنع من ان يطرق بابك متسول او متسولة، فقد انتقلوا من الاشارات، الى بوابات البيوت، والمحلات التجارية، والمولات.
ثم جارك العزيز ينشغل طوال الاسبوع وبقية الجيران في اشغالهم، ولا يتذكرون إصلاح شيء خرب في البيت الا يوم الجمعة، يوم تواجدهم، لكنه يوم راحة للبقية، فيطرقون، ويضربون بالمطارق، وكل الادوات الكهربائية، وعند مساء الجمعة، يقصفك اهل الحي بحفلات الخطبة والزواج، ومكبرات الصوت التي تزعج الكل، فتشتم العريس وجده السابع، واصوله الاغريقية.
وفي مرات يواصل الشغيلة العمل في البيوت، وورش البناء ايام الجمعة، وفي العطل، وفي المساء، فلا احد يحاسبهم، ولا احد يمنعهم.
لو كنت خبيرا عقاريا، لحذرت من العيش في عمان، فهذه مدينة مزعجة، تزيد ازمات السير والغلاء والعصبية، من ضنك العيش فيها، والكل ينتظر تدخلا دوليا لتهدئة اعصاب العاصمة.
هذه الظواهر نراها في الزرقاء واربد، ومناطق ثانية، وبسبب ضيق العيش تنتج ظواهر لم تكن معروفة، او كانت محدودة جدا، وليس ادل على ذلك من تحول كل ساحة مسجد الى سوق للخضار والبيض والفواكة بعد صلاة الجمعة، فيبيعون بصوت مرتفع ويصرخون، وتغادر السيارات، وقد تركت خلفها الاوساخ، دون احترام للمسجد، ولا للصلاة التي فرغنا منها.
عاش بعضنا في دول غربية، والكل يعرف ان طرق مسمار واحد في جدار بيتك، ممنوع دون موافقة البلدية، على المبدأ والوقت واليوم، مثلما عاش بعضنا في مدن مزدحمة سبقتنا بهذه “الفوضى الخلاقة” التي تعبر عن سقوط المدن في امتحانات معايير جودة الحياة.
اما الرئيس الاسبق، فأبرق اليه بهذا المقال، مجددا، وأذكره بأن يتفقد زجاجه المعزول، لأن هذه الظواهر سوف تتزايد، وقد يكون بحاجة الى زجاج مصفح بعد قليل يكفيه شر الايام وازعاجاتها.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع