زاد الاردن الاخباري -
يعد مصطلح الجوع “Hangry” مزيجًا من كلمتي الجوع “hunger” والغضب “anger” مصطلحًا شائعًا لفترة من الزمن. أما الآن فهناك أساس أو تفسير علمي وراء هذا المصطلح اعتمادًا على دراسة حديثة شملت 64 مشاركًا بالغًا من دول أوروبا.
حيث طُلب من المتطوعين تسجيل مشاعرهم وآلام الجوع لخمس مراتٍ في اليوم عبر تطبيق للهواتف الذكية على مدار 21 يومًا. ومنه استنتج الباحثون أن الجوع يرتبط بمستوى غضب وانفعال عالي، وبمتعة أقل.
وقد برزت أهمية هذه الرواية بعد الأخذ بعين الاعتبار جميع الاختلافات العمرية والجنسية، وتباين مؤشر كتلة الجسم والسلوك الغذائي والسمات الشخصية لدى الأفراد المشاركين. وبعبارة أخرى، فقد تبين عمق أثر تغذيتنا الجيدة على مشاعر الغضب.
كما يقول عالم النفس الاجتماعي “فيرين سوامي” (Viren Swami) من جامعة “أنجليا روسكين” (Anglia Ruskin University) في المملكة المتحدة: “يدرك الكثير منا أنَّ الجوع يؤثر على عواطفنا، ولكن من الغريب ألا نجد الكثير من الأبحاث العلمية التي ركزت على تأثير حالة الجوع تحديدًا.
إذ تعد دراستنا أول دراسة تفحص حالة “الجوع” خارج إطار المختبر. من خلال متابعة الناس في حياتهم اليومية، حيث أثبتنا ارتباط الجوع بمستويات الغضب والتهيج والمتعة”.
فقد أظهرت حوالي 9.142 من نقاط المشاركين المرجعية في الدراسة، ارتباط حالة الجوع بما يقارب 48% مع معدلات الغضب المتباينة، و56% من معدلات الانفعال المتباينة أيضًا، و44% من مستويات المتعة المختلفة.
وقد اكتشف الباحثون ارتباط المشاعر السلبية بأنماط الطعام حسب متوسط استهلاك الأفراد للأطعمة والذي حُسب على مدى عدة أيام، فضلاً عن بعض الاختلافات الفردية اليومية. “فالجوع” أمر يستمر مع مرور الوقت.
وبينما اعتمدت الدراسة على تقارير ذاتية قدمها المشاركون لتوضيح مدى شعورهم بالجوع في أوقات محددة من اليوم، إلا أنَّ الفريق العلمي يصر على ارتباط الجوع بحالة الغضب خلال اليوم.
وصرَّح عالم النفس ستيفان ستيغر من جامعة “كارل لاندشتاينر” للعلوم الصحية في النمسا قائلاً: “نستطيع تعميم نتائج دراستنا إذا ما قورنت بالدراسات المختبرية، لأنها تمنحنا صورة أكثر شمولية حول التجربة العاطفية للجوع في حياة البشر اليومية”.
وقد شوهدت سلوكيات مماثلة مرتبطة “بالجوع” في المملكة الحيوانية أيضًا، لهذا يعمل العلماء جاهدين لفهم الروابط البيولوجية والشخصية المشتركة بينهما والتي سببت هذا الترابط.
وقد أشارت دراسات سابقة أنَّ سبب الجوع قد يعود لانخفاض مستوى الجلوكوز في الدم، ولكن حتى الآن لم نحصل على إجاباتٍ حاسمة حول سبب ارتباط الجوع بالغضب والانفعال الشديد.
إذ يتوقع الفريق البحثي أنَّ معرفة المزيد عن كيفية تطور هذه الانفعالات والمشاعر بالتزامن مع محتويات معدتنا سيساعدنا حتمًا على إدارتها بشكل أفضل – حتى لو كان من باب المعرفة لما يحصل داخل أجسامنا.
يقول عالم النفس فيرين سوامي: “على الرغم من أنَّ دراستنا لا تقدم طرقًا لتخفيف المشاعر السلبية الناجمة عن الجوع، إلا أنَّ الأبحاث تشير إلى أنَّ تسمية المشاعر ستساعد الناس على تنظيمها وإدارتها، مثل إدراك سبب شعورنا بالغضب لمجرد أننا جائعون. لذلك، فإنّ الوعي الفردي بحالة الجوع سيخفف احتمالية تحول المشاعر وسيطرة السلوكات السلبية”.