زاد الاردن الاخباري -
علق أستاذ العمارة والتخطيط الحضري الدكتور مراد الكلالدة، على تصريحات وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة، فيصل الشبول، حول تفكير الحكومة بإنشاء مدينة جديدة، ويحدد مكانها بالقرب من عمّان والزرقاء.
وتساءل الكلالدة في منشور له على الفيسبوك، ما الجديد بجعبة الحكومة، ولماذا تصر على إبعاد الشعب وأهل الإختصاص منهم عن مشروع بهذا الحجم
وتاليا ما كتبه الكلالدة في منشوره على الفيسبوك:
أطل علينا بالأمس الناطق الرسمي للحكومة السيد فيصل الشبول يكرر خبر محروق مفاده أن الحكومة تفكر بإنشاء مدينة جديدة، ويحدد مكانها بالقرب من عمّان والزرقاء. وبغض النظر عن أن الخبر بايت، فما الجديد بجعبة الحكومة، ولماذا تصر على إبعاد الشعب وأهل الإختصاص منهم عن مشروع بهذا الحجم، ولتذكير معاليه، فإن للمشاركة الشعبية معيار للتقييم وترتيب الأردن على هذا المؤشر بذيل الدول.
ما المانع من عرض التصاميم على الناس، على غرار ما تفعله الدول المجاورة، ومنها الشقيقة الكبرى مصر، والسعودية التي وصلت عندها الشفافية لدرجة الإعلان عن مدينة الخط The Line في نيوم كإعلان تجاري على محطات التلفزيون، بينما يصر المطبخ الحكومي على حصر الخبر ب 5+1.
وبعد الرجوع للساعة السكانية الشغالة على موقع الإحصاءات العامة التي تشير اليوم السبت الموافق 20/8/2022 بأن عدد سكان المملكة بلغ 11220067 نسمة، بينما يشير تقرير التقديرات السكانية لنهاية عام 2021 لنفس الدائرة بأن مجموع عدد سكان محافظة العاصمة هو 4642000 وغالبيتهم يقطنون العاصمة عمّان، أي ما يقارب 45% من سكان المملكة مشكلاً فجوة واضحة ما بين عمّان كمنطقة حضرية والمناطق الحضرية الأخرى في المملكة،
يبدوا أن معالي الوزير لم يطلع على التقرير الطوعي الأول الذي قدمه زميله بالحكومة معالي المهندس يحيى الكسبي ممثلاً عن الأردن بإجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بالجلسة التي عقدت في نيسان 2022، حيث جدد إلتزام الأردن بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة حتى العام 2030، وبإتفاقية باريس للمناخ، وبالأجندة الحضرية الجديدة والتي شكلت حسب قوله، مرجعيات لتوجهات المملكة نحو الإزدهار الحضري المستدام.
الهدف (11) منها ينص على "جعل المدن شاملة، وآمنة، ومرنة، ومستدامة" ولم يقل "مدينة" فخطتكم لبناء مدينة جديدة، هذا إذا سلمنا بواقعية الطرح من الناحية المالية، سيزيد من التمركز الحضري Agglomeration في (عمّان-الرصيفة-الزرقاء) والتي ترتبط مع كتلة (عمّان-عين الباشا-السلط) وعلى حساب مراكز المحافظات التي من الواجب أن تتمتع بالميزة المكانية التي تربط السكان بالنشاطات المرتبطة بالمكان (صناعية، زراعية، سياحية، لوجستية).
وتسئلون عن السبب في تدني ثقة الناس بالحكومات، وهل يا ترى أطلعت الحكومة النواب على مخططات المدينة المنشودة.ِِ