أعلنت بنوك وشركات تسهيلات مالية عن خدمة جديدة، وهي قرض لشراء مكيف كهرباء.
و بموجب هذه الخدمة البنكية تستطيع ان تحصل على قرض ميسر وسهل وسريع لتمويل شراء مكيف كهرباء.
وشركات بيع المواد الكهربائية تكثر من اعلانات بيع المكيفات الكهربائية.
وواقعيا، اغلب بيوت الاردنيين بلا مكيفات كهربائية.
في تموز تغلي المية في الكوز. و درجة الحرارة تجاوزت الاربعين، وحافظت بشكل متوالٍ على الارتفاع.
مكيف الكهرباء ضروري، وفي هذا الصيف الحار والملتهب، وحيث تعجز مئات الاف من الاسر المتوسطة الدخل والمحدودة توفير شراء المكيف دون اللجوء الى الاقتراض.
وكما ان التدفئة في الشتاء حق، فكذلك المكيف في الصيف حق واولوية يصعب الاستغناء عنها.
تأمل دخل العائلة الاردنية، وتأمل ما قد يضاف اليها من مصاريف مرهقة وخانقة، والراتب الشهري محروق ومهضوم، ولا يكفي لسداد فواتير واقساط وكلف حياة.
الاسر الاردنية تكافح للبقاء في مستوى معين من العيش، ومستوى من الرفاهية والاستقرار الاجتماعي، وتسعى باقسى الطرق واوعرها بالاقتراض وغيره لتحافظ على ديمومتها الاجتماعية.
الاف من الاسر الاردنية تجد في قرض مكيف الكهرباء خبرا سارا لمقاومة صيف حار.
و في الحقيقة هناك الالاف من الاسر عاجزون وغير قادرين على الاقتراض، وموضوعون على قوائم بلاك ليست، ولربما يجدون ضالتهم في المروحة والتبريد الطبيعي.
ومهما ضغطوا على ميزانية الاسرة وباشد سياسيات التقشف والترشيد وضبط الانفاق، فانهم عاجزون عن الاقتراض والاستفادة من خدمة قرض المكيف.
واما الفقراء، فقد تركوا رهان مواجهة الحر والصيف الحارق مفتوحا، رموا وراء ظهرهم المكيف والقرض.
و حيثما وجدت الحرارة والقيض فانهم تكيفوا وتلاءموا مع الجو الحار، ويكتفون بحسرة بالمروحة.
قرض المكيف فرصة اخيرة لشريحة اجتماعية تتشبث في جدران الطبقة الوسطى.
ولربما ان تراجيديا المكيف ليست بالقرض واقساطه وانما فاتورة الكهرباء، وما ادراك ما هو مصروف المكيف في الصيف وايامه ولياليه الحارة.