سألت معلمة طالب في الصّف الأوّل: لو أعطيتك تفّاحة وتفّاحة وتفّاحة، كم يصبح عدد التفّاحات لديك؟
أجاب الطّالب بثقةٍ: أربع تفاحات !!!
كرّرت المعلّمة السّؤال ظنّاً منها أنّ الطّفل لم يسمعها جيداً ...فكّر الطّفل قليلأً وأعاد الحساب على يديه الصغيرتين باحثاً عن إجابةٍ أُخرى، ولكنّه لم يجد سوى نفس الإجابة، فأجاب بتردّدٍ هذه المرّة: أربعة !!!
ظهر الإحباط على وجه المعلّمة ولكنّها لم تيأس، فسألته هذه المرّة عن البرتقال،
قـالت له: لو أعطيتك برتقالة وبرتقالة وبرتقالة، كم يصبح عدد البرتقالات معك؟
أجاب الطّفل ودون تردد : ثلاث برتقالات !!!!
فتشجّعت المعلّمة وسألته مجدّداً عن التفّاحات، فأجاب مجدّداً: أربع تفاحات
عندها صرخت بوجهه وقالت: ما الفرق بين التفاح والبرتقال الذي معك ؟
فأجاب الطّفل بصوت الخائف: لأنّني أحمل تفاحة واحدةً معي في الحقيبة ولا احمل برتقالا!!
اليوم ونحن نعيش عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فاصبح التلاقي عن بعد، والفرح عن بعد وحتى الحزن كذلك ،فلم تعد العيون كما كانت من قبل مغارف الكلام ولا القلوب.
مع هذا التحول اصبح لزاما علينا ان نوصل رسالتنا الى الطرف الاخر بكل وضوح ودون تشويش ، لكي لا تؤخذ على غير ما نريد، اليوم يمكننا وصف علاقاتنا ، بالحصان الجامح الأعمى، فقد يمضي بالإنسان إلى أقصى الطرق واقصرها ، ولكنه وبأي لحظة قد يهوي به من عالِيِ الْقمّة الى مُنحَدَر شديد..
كم من صديق ابتعد عن صديقه لسنوات وسنوات لسوء فهم وقع بينهما ولم يعالج في وقته فكبر وتعرج وصعب حله ، وكم من اخ اقفل بَــابَهُ بوجه أخِيهِ، ودبت بينهما الفرقة لشهور وسنوات ولم يُقبل رأسه الا عند موتِهِ وعندها (ماذا ينفع الندم) ، وكم من جار ضيّق على جاره لخلاف وقع بين الابناء فوقت القطيعة بينهما دون سبب !!)
في الختام عندما يعطيك أحدهم إجابةً تختلف عمّا تتوقّعه او يناقشك بامر لا تتوقعه فلا تحكم على أنّها إجابةً خاطئةً او انك وحدك من تمتلك الحقيقة.
لكي تعيش باتزان مع الاخر يـجب عليك أن تُصغي جيداً كي تفهم، وأن لا تُصغي وأنت تحمل فكرةً أو انطباعاً مُعداً مسبقاً، وعندها قد يستقيم لك الطريق...
المهندس مدحت الخطيب