وجّه اللقاء الخماسي الذي عقد في مدينة «العلمين» المصرية الجديدة، بوصلة الاهتمام الاقليمي والدولي نحو المنطقة وقضاياها المختلفة، بكافة تفاصيلها من سياسية واقتصادية وأمنية، ونحو القضية الفلسطينية، ليشكّل علامة فارقة بين أحداث المنطقة والعالم خلال المرحلة الحالية، سيما وأنه يأتي في وقت غاية في الأهمية يمر بها الإقليم بظروف استثنائية.
لقاء العلمين، أو القمّة الخماسية، التي يشارك بها جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قمّة لا تحمل فقط وصفا بأنها قمة، إنما تحمل معاني ومضامين بأنها قمة، بمشاركة زعماء لهم مكانة عربية دولية ولخطابهم ثقة في محافل العالم كافة، مما يجعلها قمّة بحجم قضايا المرحلة وتحدياتها وحساسية ظروفها.
ملفات غاية في الأهمية تناولها اللقاء، بدأها القادة العرب يوم أمس الأول في لقاء جمع القادة المشاركين في لقاء أمس التشاوري، تم خلاله مناقشة القضايا المشتركة وأبرز قضايا المرحلة والمنطقة، وسبل التعامل معها ووضع آليات لتجاوز التحديات على الصعد كافة.
بالأمس، شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، في اللقاء العربي الأخوي التشاوري الذي جمع عددا من القادة العرب، بمدينة العلمين الجديدة على الساحل الشمالي المصري، ليتناول هذا اللقاء قضايا غاية في الأهمية واضعا محددات مثالية للتعاون بين الدول الخمس، ووضع محددات لكل ما من شأنه أن يعود بالنفع على البلدان العربية وشعوبها، ويحقق طموحاتها وآمالها، لتشكّل هذه القمة أو اللقاء بحرفية المعنى علامة فارقة بين أحداث المرحلة والمنطقة.
جلالة الملك وضع خلال اللقاء الذي يعدّ حالة عربية هامة في وقت هام، القضية الفلسطينية على طاولة البحث العربي، حيث شدد جلالته «على أهمية العمل بشكل وثيق مع جميع الأطراف لإعادة تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، مؤكدا ضرورة دعم الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وشمولهم في المشاريع الاقتصادية الإقليمية»، جاعلا جلالته القضية الفلسطينية أولوية عربية اقليمية، بصيغة حاسمة للوصول إلى سلام عادل وشامل، وبقاء القضية الفلسطينية بمركزية الاهتمام العربي والدولي إلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم الشرعية.
فلسطينيون أكدوا أن جلالة الملك عبد الله الثاني الوصيّ الهاشمي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، يبقي دوما فلسطين أولوية عربية ودولية، ويرى كثيرون أن الأردن السند الرئيسي للنضال الفلسطيني ولبقاء فلسطين حاضرة في كافة المحافل، ليأتي هذا اللقاء الهام في مدينة العلمين المصرية ليعيد فلسطين من خلال حديث جلالته إلى واجهة الأحداث ويعيدها أولوية بشكل عملي.
اللقاء الأخوي التشاوري، يعد استمرارا للجهود المصرية العربية لجعل الصوت العربي والجهود العربية واحدة، تمضي في نهج التنسيق والتعاون بما فيه مصالح الدول العربية وشعوبها، يبلور رؤية عربية متكاملة تعزز مواجهة تحديات المرحلة الاقتصادية والأمنية والسياسية، ووجود صوت عربي واحد حيال القضية الفلسطينية ومواجهة تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاسات جائحة كورونا السلبية التي ما تزال الكثير من القطاعات تعاني أزمات منها، لقاء سيلمس شعوب المنطقة نتائجه الإيجابية التي تصب جميعها في صالح دعم المواقف العربية وتوحيد كلمتها لتكون قادرة على مواجهة تحديات ومخاطر المرحلة.