زاد الاردن الاخباري -
أجبرت أزمة الغاز العالمية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على القيام بـ"استدارة محرجة" تجاه الجزائر بعد عام من أزمة بين البلدين تسببت بها تصريحاته، وفق صحيفة "إكسبريس" البريطانية.
والعام الماضي أدلى ماكرون بتصريحات مثيرة للجدل تتعلق بفرنسا وماضي الجزائر الاستعماري. وقال الزعيم الفرنسي في مأدبة عشاء مع أحفاد قدامى المحاربين في حرب الاستقلال الجزائرية: "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال".
وأثارت هذه الخطوة غضب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي استدعى سفيره من باريس ومنع الطائرات العسكرية الفرنسية من دخول المجال الجوي الجزائري.
ولكن الأزمة الحالية الناتجة عن الحرب على أوكرانيا، ورغبة أوروبا في إيجاد بديل للغاز الروسي، تجبر الرئيس الفرنسي على التوجه إلى الجزائر في ثاني زيارة له من أجل "تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الفرنسي الجزائري بشأن الصراعات الإقليمية والمزيد من المصالحة التاريخية".
وقالت الصحيفة إنه بفضل احتياطياتها الكبيرة من الغاز الطبيعي، أصبحت الجزائر مؤخرا مركز اهتمام للاتحاد الأوروبي في جهوده لخفض الواردات من روسيا.
والشهر الماضي، وقعت المجموعة الجزائرية للنفط والغاز "سوناطراك" مع عملاق الطاقة الفرنسي "إنجي" عقدا لتوريدها الغاز الطبيعي عبر الأنبوب العابر للبحر المتوسط نحو إسبانيا.
و"أكد الطرفان عزمهما على توسيع شراكتهما لتشمل الغاز الطبيعي المُسال، حيث ستعزز سوناطراك حصتها ضمن الواردات الخاصة بإنجي، مما يسمح للمجمعين بمواصلة التنويع والمساهمة في تحقيق الأمن الطاقوي للمتعاملين الأوروبيين" كما جاء في البيان.
وتساهم الجزائر، أول مصدّر أفريقي للغاز الطبيعي والسابع عالميا، بنحو 11 بالمئة من احتياجات الغاز في أوروبا.
ويبدأ إيمانويل ماكرون، الخميس، زيارة رسمية للجزائر تستمر ثلاثة أيام تتوجه في المقام الأول إلى "الشباب والمستقبل" من أجل إعادة بناء مستدامة لعلاقة تضررت بسبب شهور من الخصومات المتعلقة بالذاكرة.
وأكد الإليزيه أن إيمانويل ماكرون سيتطرق خلال زيارته إلى قضية أوضاع حقوق الإنسان التي أثارها جزائريون مقيمون في فرنسا "وفق الأساليب التي سيقررها" مع "احترام سيادة" الجزائر.