زاد الاردن الاخباري -
يُعد ارتفاع ضغط الدم الشرياني السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عامل الخطر رقم واحد للوفاة على مستوى العالم.
ويؤثر ارتفاع الضغط الشرياني على حياة أكثر من مليار شخص حول العالم، كونه المسؤول عن حوالي نصف الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية والقلبية.
وتعرّف الجمعية الأمريكية لأمراض القلب ارتفاع الضغط الشرياني على أنه ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أكثر من 130 ملم زئبقي، وضغط الدم الانبساطي أكثر من 80 ملم زئبق، في مناسبتين منفصلتين على الأقل.
ورغم العلاجات الدوائية الفعالة، يظل ضغط الدم غير مضبوط في 50-60% من الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط الشرياني.
مستقبِل pGC-A
في دراسة جديدة نُشرت، مؤخرًا، في مجلة ”Scientific Reports“، حقق باحثون من مركز Biodesign التابع لجامعة أريزونا الأمريكية، تقدمًا كبيرًا نحو تحديد البنية الدقيقة لمستقبلات البروتين الغشائي pGC-A التي يعتقد العلماء أن لها علاقة بارتفاع الضغط الشرياني والتأثير على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
ويمهد الفهم الدقيق لهذا المستقبل المعقد وآليات عمله الطريق لمجموعة جديدة من الأدوية الخافضة لضغط الدم الشرياني، والتي يمكنها أيضًا الوقاية من النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وزيادة فرصة الشفاء من هذه الحوادث.
ويعمل الباحثون بمشاركة البروفيسور جون سي بورنيت جونيور، على تطوير أدوية جديدة ذات بنية جزيئية معينة تمكنها من استهداف مستقبلات pGC-A لمساعدة مرضى ارتفاع الضغط الشرياني في جميع أنحاء العالم.
التحفيز العميق للأعصاب
يختبر مهندسو الطب الحيوي بجامعة هيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية إمكانية استخدام الموجات الكهربائية اللاسلكية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، أو ما يعرف باسم ”العلاج الإلكتروني الحيوي“.
ويتيح العلاج الإلكتروني الحيوي التحكم بنشاط الأعصاب الودية الكلوية (RSNA) التي يزيد نشاطها في ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وأمراض الكلى.
ويقول ماريو روميرو أورتيجا، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية: ”أدى تحفيز العصب الشظوي العميق (DPNS) سابقًا إلى انخفاض حاد في ضغط الدم، أما الدراسة الحالية، المنشورة في مجلة ”Frontiers in Neuroscience“ فتركز على تطوير نظام تحفيز عصبي لاسلكي صغير قابل للزرع، يجمع البيانات ويؤثر على العصب بالطريقة المناسبة، بحيث يضمن انخفاض ضغط الدم دون حدوث اختلاطات“.
وباستخدام هذا الجهاز القابل للزرع، يمكن خفض ضغط الدم الانقباضي بنسبة 10% في ساعة واحدة و16% بعد ساعتين من تحفيز العصب.
علاقة أوميكرون بارتفاع الضغط الشرياني
ووفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون في مشفى سميدت لأمراض القلب في الولايات المتحدة الأمريكية. ونُشرت النتائج في مجلة ”Hypertension“، يضاعف ارتفاع ضغط الدم الشرياني من خطر الاستشفاء المرتبط بعدوى أوميكرون بأكثر من الضعف، حتى لدى المرضى الملقحين والذين تلقوا جرعات معززة من اللقاح.
وتقول سوزان تشينج، دكتوراة في الطب، ومديرة أبحاث قسم أمراض القلب في مستشفى سميدت: ”فوجئنا عندما علمنا أنّ العديد من الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب كورونا يعانون من ارتفاع ضغط الدم دون أي عوامل خطر أخرى“.
لذا، يجب على الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين يصابون بـ COVID-19 أن يكونوا على دراية باحتمالية دخولهم المستشفى، والتحدث إلى الطبيب حول إمكانية إضافة العلاج المضاد للفيروسات.
في الختام، يُسمى ارتفاع الضغط الشرياني ”القاتل الصامت“ لأنه نادرًا ما يُعطي أعراضًا صريحة، لذا يوصي الأطباء بقياس الضغط الشرياني من حين إلى آخر، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن مصادر الضغط النفسي قدر المستطاع، وتخصيص أوقات محددة للاسترخاء.