زاد الاردن الاخباري -
تمكن باحثون بريطانيون من تصنيع أجنة فئران تُطوّر دماغا وقلبا، دون استخدام بويضات أو نُطف.
ووفق دراسة الباحثين التي نشرت في مجلة ”نيتشر“ البريطانية للعلوم، فإنهم قاموا ”بتحويل الخلايا الجذعية للفأر إلى جنين كان قادرًا على البدء في نمو المخ والقلب والأعضاء الأخرى لما يزيد قليلاً عن أسبوع“.
بدورها، قالت مجدلينا غويتز من جامعة كامبريدج، قائدة فريق البحث: ”هذا هو النموذج الأولي الذي يسمح لك بدراسة تطور الدماغ في سياق نمو جنين الفأر بالكامل“.
وأضافت في مؤتمر صحفي أنها ”مرحلة معقدة للغاية من التطور، ولها معنى وثيق الصلة للغاية ببقية حياتنا“.
وذكرت المجلة أن ”الأكثر إثارة هو أن الخلايا الجذعية كانت قادرة على الانقسام وتنظيم نفسها في شكل جنين بمفردها، مما سمح لها بالعيش لمدة تصل إلى ثمانية أيام ونصف“.
ولم يستطع علماء آخرون احتواء حماسهم، حيث قال جيانبينج فو، وهو مهندس بيولوجي في جامعة ميتشيغان ولم يشارك في البحث: ”هذا مثير جدًا جدًا“.
وأضاف في تصريحات لـ“نيتشر“ أنه ”من المحتمل جدًا أن تكون الخطوة التالية في هذا المجال هي جنين بشري يعتمد على الخلايا الجذعية الاصطناعية“.
من جهته، صرح لويس مونتوليو، أستاذ الأبحاث في المركز الوطني للتكنولوجيا الحيوية في إسبانيا، الذي لم يشارك أيضًا في البحث: ”نحن بلا شك نواجه ثورة تكنولوجية جديدة، ما زلنا غير فعالين للغاية… ولكن بإمكانات هائلة“.
وأضاف لوكالة ”أسوشييتدبرس“ أن هذا ”يذكرنا بالتقدم العلمي المذهل مثل ولادة النعجة دوللي“.
وتأتي هذه الأخبار أيضًا بعد أسابيع فقط من إعلان باحثين في إسرائيل عن إنشاء أول ”جنين اصطناعي“ في العالم يتم تطويره في المختبر داخل حاضنة مصممة خصيصًا.
وقاد هذا الفريق عالم الوراثة الجزيئية في معهد ”وايزمان“ للعلوم جوزيف حنا، الذي شارك في تأليف الورقة البحثية الأخيرة أيضًا.
ويعرض تقرير ”نيتشر“ كيف أن نمو الأجنة خارج الرحم يمنح العلماء قدرة غير مسبوقة على مراقبة تطورها.
كما أنه ”يسمح للعلماء بتعديل جينات الأجنة بسهولة أكبر“.
وأضاف التقرير أن ”القدرة على إنماء الأجنة بأعضاء دون الحاجة إلى الرحم أو الحيوانات المنوية أو البويضة هي دليل مذهل على المدى الذي وصل إليه مجال أبحاث الخلايا الجذعية“.
وقال عالم الأحياء التنموي ألفونسو مارتينيز إنه ”في المستقبل، ستُجرى تجارب مماثلة على الخلايا البشرية“.
وأضاف مارتينيز أن ”ذلك سيؤدي في مرحلة ما إلى نتائج مماثلة. يجب أن يشجع ذلك على مراعاة الأخلاق والتأثير المجتمعي لهذه التجارب قبل حدوثها“.
من جهتها، وصفت نشرة ”فيوتشرزم“ العلمية ما حصل بأنه ”اختراق في مجال الهندسة الوراثية“.
وقالت النشرة إنه ”يمكن أن يضع الأساس للأجنة البشرية الاصطناعية أيضًا، على الرغم من الآثار الأخلاقية الشائكة لهذه الخطوة“.