سميح المعايطة - في بيوتنا نحتاج إلى تجديد هواء الغرف وفتح الشبابيك وحتى الأبواب بين الحين والآخر، وفي السيارات نقوم بهذا أيضا، وأحيانا نقوم برش الأماكن المغلقة بالروائح الجميلة وتجديد الأجواء استجابة لنصائح أهل الاختصاص حتى نتخلص من أجواء رديئة أو أمور تشبهها.
وفي الدولة هنالك حاجة بين مرحلة وأخرى إلى تجديد هواء الدولة وانعاش الأجواء بعد مراحل صعبة على الدولة أو على الناس أو بعد تجربة سلبية مع أشخاص أو أزمات أو حتى ضيق من أي نوع.
تحتاج الدولة أن تنعش أجواء حياة الناس السياسية والاقتصادية بين حين وآخر، وتحتاج إلى تبريد للأجواء العامة إذا كان هناك أي تسخين سلبي، وتحتاج الدولة ان تتخلص من الأعباء والأحمال الزائدة والمؤذية لها سواء كانت قرارات أو مسارات أو أشخاص حصلوا على الثقة وكانوا بحسن نية أو سوء نية أصحاب أداء مخيب للآمال.
تحتاج الدولة أن تجدد اجواءها وتفتح الشبابيك والأبواب عندما تكون في مرحلة تقل فيها خيارات الحلول الجذرية أو عندما تخوض تجربة تعتقد انها ستعود بنتائج مهمة لكنها تصاب بخيبة أمل من مضمون التجربة او تنفيذها.
أحيانا يكون تجديد هواء الدولة بموقف واضح وقوي في قضية وطنية أو عربية، واحيانا بإجراءات وقرارات يشعر معها الناس ان الدولة وصلتها مواقف الناس أو ما يؤذي الناس أو من هو في موقع تنفيذي لكنه ضعيف ولا يفعل شيئا لحل مشكلات الناس حتى العادية.
فتح الشبابيك جزء من الإدارة السياسية في الدول لحل أزمة أو لمنع أزمة أو لإنعاش الدولة ورفع سوية الإنجاز فيها ورفع الروح المعنوية للناس، ومع تغير الظروف وتركيبة المجتمعات هنالك تغير في أساليب فتح الشبابيك وتجديد الهواء في الدول لكن الغاية واحدة، وربما في دول الغرب تكون لديهم مواسم منتظمة لتجديد الهواء عبر الانتخابات التي تغير في المؤسسات الدستورية كل أربعة أعوام، وأحيانا تكون الانتخابات المبكرة خطوة استباقية لكن في دول أخرى يحتاج الأمر إلى قرارات وخطوات المهم أن يتم تجديد أوكسجين المجتمع والدولة.