في مرحلة فقدان سيطرة القوات السورية على حدودها معنا، طيلة العشرية الثانية من العقد الحالي، (اعتمدت بلادنا على نظرية «الوسائد» (Cushions)، لامتصاص الصدمات خارج أراضيه، التي كانت تقوم على نسج التحالفات مع قوى فاعلة في الجوار العراقي والسوري. وقد نسجت الجهات المختصة خيوط العلاقة مع فصائل سورية مسلحة، عملت على تدريب الآلاف من عناصرها، ومدهم بالاحتياجات الضرورية، ليكونوا بمثابة جيش موال للأردن يتولى تنفيذ مهمتين رئيستين: الأولى، «مسك» الوضع الميداني في المناطق المحاذية للحدود الأردنية، لمنع تمركز الجماعات المتطرفة فيها. والثانية، تنظيم عملية اللجوء، بحيث تصبح هذه الفصائل هي القوة المسؤولة عن تحديد من يحق لهم دخول الأراضي الأردنية، ومن جهة أخرى تأمين الإقامة لنحو مليون سوري نزحوا إلى محافظة درعا وجوارها.
أثبتت نظرية «الوسائد» نجاعتها؛ فقد خففت العبء على وحدات الجيش الأردني المرابطة على الحدود، وحالت دون تمتع الجماعات الإرهابية بحضور قوي في المناطق القريبة من الحدود الأردنية، كما شكلت قوة فصل بين القوات الأردنية وما تبقى من وحدات للجيش السوري في المناطق الجنوبية). فهد الخيطان -صحيفة الغد- 2014-
إذن كان الجيش السوري الحر، غير النظامي، يمسك الحدود السورية مع بلادنا على امتداد 375 كم ، مما درأ عنا شرور التهريب والإرهاب.
فجر السبت الأخير أحبطت قواتنا المسلحة، في المنطقة العسكرية الشمالية محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات قادمة من الأراضي السورية، فتم تطبيق قواعد الاشتباك مع المهربين، مما أدى إلى إصابة أحدهم وفرارهم باتجاه الأراضي السورية. أليس التسلل عبر الحدود، من وإلى أية دولة، جريمة ؟! أليس تهريب المخدرات، جريمة ؟؟
ولنا ان نسأل: إلى أين يفر الجرحى والمطلوبون والمهربون عادة ؟ ألا يفرون إلى ملاذاتهم الآمنة، حيث يتلقون العلاج ؟ في كل الأحوال يفر الجناة إلى الأراضي السورية التي تعج بالميليشيات الطائفية المدججة بالسلاح؟