يتنقل المواطن العربي من حد السيف إلى دائرة النار ..ومن شوارع الموت إلى حوائط الانسداد ..يتنقل وهو يحمل معه الأمل «الكاذب» بأن شيئاً ما سيحدث و أن « الفرج» سيكون في خبايا هذا الذي سيحدث فجأة ..!!
العربي لا ينتظر أن تمطر الدنيا ذهباً و فضة كما كان قبلاً ..بل ينتظر أن يخبروه أن «عمّه « الذي لا يعلم عنه ولا يعرفه مات في البرازيل وأنه الوريث الوحيد له ..!! العربي يصدق حكاية الأفلام العربية وهو يسير في الشوارع العربية ..بأن تقف سيارة آخر موديل و فجأة ينزل زجاج شباكها فإذا بها تحمل «مزّة» تلبس نظارات و تي شيرت بـ»قَبّة سبعة « ولكن السبعة تبالغ في عمق زاويتها المنفرجة ..و فجأة تأمره المزّة بأن يركب السيارة ..ودون أية كلمة يركب ..و تصبح هذه المزّة زوجته التي تدخله نادي «رجال الأعمال «..!!
العربي ..نعم العربي ..هو الوحيد الذي يفكر بأن الحل «غير عربي « ..وأن كل أيامه و لياليه هي عبارة عن « تسليك حال « حتى يأتي «ذاك» ..وذاك ؛ ما هو إلا مجموعة من أحلام اليقظة ..لذا فالعربي هو الوحيد الذي يهددك عندما يغضب منك : لمّا أكبر بكرا و أصير سأذكرك بهذا الموقف ..وهو لا يقصد ببكرا أي تفكير استراتيجي ..بل يقصد «الثروة و السلطة» اللتين ستأتيان إليه و تترجيانه أن يقبلهما وهو يفكّ ألغاز الإمساك في الحمّام .. !!
إيه يا عربي يا ابن العربي ..لست إلا سلعة في سوق الظلام ..و السلعة قد تكون بثمن باهظ كاللمبرجيني (Lamborghini) و أخواتها ..وقد تكون حبّة علكة لا ينظر إليها أحد حتى عندما تسقط على الأرض و تدوسها الأقدام في زحام السوق ..