كتب : محمد الوشاح - سألني أحد أبنائي لماذا جيلكم يحب وصفي التل ، قلت له نحب وصفي ، لأن عددا كبيرا من المسئولين في هذا الزمن صار معظمهم أصحاب كروش من مال الحرام ، وصفي يا إبني لم يملأ حقائبه بمال الوطن ويرسلها الى بنوك الغرب ، وصفي كان متواضعا دون ضعف ، حازما دون ظلم لا يتبجح ولا ينافق ، ويخاطب الملك بكل احترام ... وصفي كان مجبولاً من تراب الأردن ، نظيفا من كل إثم وطاهراً من كل رجس ، أما المتكرشون فقد قفزوا على كل المحرمات ، وأبناؤهم وبناتهم صاروا كلهم ذوات ، وزراء أو وزيرات ، سفراء أو سفيرات ، مدراء أو مديرات ، بيوتهم قصور وبيت وصفي في أطراف عمان مغروس بعرق جبينه ، وصفي كان يحب الوطن ويحب الأردنيين ، كان رجل دولة وليس رجل أعمال ، وصفي رحل قبل خمسين سنة و ما تزال المدرجات والجامعات ومواقع التواصل تهتف باسمه ، وما تزال مضافات الأردنيين تلهج بسيرته ولا تكفّ عن الترحم عليه .
كان وصفي شريفا نزيهاً لا تمتد يده لمال الخزينة ، ولا يتقاضى بدل سفر ، ولم يعش حياة البذخ التي يعيشها ذوات اليوم ، كان وصفي قويا في الحق وشجاعا لا يهاب أحدا من الفاسدين ، وكان يقول رأيه ولو خالف رأي الملك ، فهل عرفت الآن يا بني لماذا نحب وصفي ، قال معكو حق .