قال تعالى : {ألَيْسَ مِنكم رَجُلٌ رَشِيدٌ} . هود ( 78 )
إن قرار مجلس أمناء الجامعة الأردنية خلال جلسة عقدها يوم الأربعاء الموافق 31/8/2022، برئاسة رئيس المجلس الدكتور عدنان بدران، وبناء على تنسيب رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات إجراء تشكيلات أكاديمية على مستوى عمداء الكليات في الجامعة .
من المؤشرات الواضحة على الأزمة الإدارية والواسطة والمحسوبية في كافة الجامعات ونخص بالذكر الجامعة ( الأم ) الجامعة الأردنية والتي باتت تهدد بعجز كبير في إمكانية استمرارها في العمل الإداري الفاعل .
إن الجامعات وعلى رأسها الجامعة الأردنية لم تعد تستطيع القيام بعملها الإداري تجاه المصلحة العامة ، و دون وجود بارقة أمل بتحسن اوضاعها .
سيطر تبادل عمداء في الجامعة الأردنية لمناصبهم في إدارة الدكتور نذير عبيدات على أحاديث الأردنيين في مواقع التواصل، إن عملية تبادل الأدوار بين عميد كلية الآداب و عميد شؤون الطلبة تبعث في النفس الحزن واليأس من هكذا سياسة تسود الجامعة الأردنية ، ومما يزيد الأمر تعقيدا في هذه السياسة ، العضوية في ( اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية) ، في ظل لمسات بالمحسوبية والمحاباة في قرارات التعيين .
في تصريح لرئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية قال : "ما يدفعنا للأمام ثقة الملك، وطموحاته وطموحات الأردنيين لمئوية تليق بقيادة هاشمية وشعب أصيل".
إن التهافت عند الغالبية لتولي مثل هذه المناصب ، حتى أن بعضهم يعيش الدور بأن إسمه سوف يكون ضمن التشكيل الحكومي القادم ، او يضغط من خلال التوسط لدى متخذي القرار السياسي والإداري ، ليكون ضمن أي تشكيلة للمناصب العليا في المملكة .
ونرى كثير من أساتذة الجامعات يسعى بحرقة الى التوسط وراء هذه المناصب العليا والذي يشكل مسألة خطيرة ، خاصة أن أفراد المجتمع ينظر لهم على أنهم النخبة ، وهم في نظر الناس علماء وباحثين ، خاصة نواب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ، وعلى أصحاب القرار عدم الرضوخ أمام أي عرائض تجمع او جمع وزج أسماء لإحراج الحكومة لإختيار أين من هؤلاء سواء كانوا نواب رؤساء جامعات أو عمداء كليات وغيرهم .
للأسف أن طبيعة غالبية من يرتقي مسؤوليّة العمل العام جاؤوا إلى تلك المناصب عن طريق التعيين المباشر، بمعنى أنهم لم يكونوا نتاج عمليّة انتخابيّة أو مؤسسيّة واضحة، وبالتالي لا يوجد لدى معظمهم شعور الرقابة على أعمالهم أو أن هُناك جهات تُراقب ما يفعلون ويقيّمون أعمالهم، ولا ينتظرون من الشّارع أي شيء، فالكثير منهم يأتي بالصدفة، ويذهب أيظا بالصدفة، لا يعرف كيف جاء، ولا حتى كيف ذهب .
الدكتور هيثم عبدالكريم أحمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي