ما بين البعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي والشبابي، وغيرها من الأبعاد ذات العلاقة بالحضور في الميدان والاستماع من المواطنين، حملت زيارة جلالة الملك عبد الثاني أمس لمدينة السلط يرافقه فيها سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، قضايا هامة وملفات ثرية، وجّهت بوصلة الاهتمام نحو المدينة النابضة بحياة مختلفة زاخرة بالعطاء.
زيارة جلالة الملك لمدينة السلط شملت محطات غاية في الأهمية، تحمل في عمقها الكثير من المضامين الثريّة، ففي زيارة جلالتة لمشروع «سالتوس» لصناعة الفخار والخزف، الذي تأسس عام 2009 ومشروع «بيت جرير الأدهم للضيافة»، وهو أحد بيوت السلط التراثية القديمة المعتمد ضمن مسار درب الأردن، وقد بُني عام 1891، رسالة هامة لتوجيه بوصلة الاهتمام نحو السياحة ودعمها وتذليل اي عقبات او تحديات يمكن ان تقف أمام عجلة تقدّمها أو حتى تؤخر خطاها، الى جانب رسالة واضحة بأهمية مؤسسة إعمار السلط كواحدة من المؤسسات التي تسعى لدعم واعمار وتطوير كل مشروع وكل ما من شأنه تنمية القطاعات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، ففي زيارة جلالته اشارة واضحة لأهمية هذه المؤسسات الوطنية التي تعدّ مهمتها رافعة من روافع الاقتصاد الوطني والعمل الاجتماعي.
وفي بُعد هام جدا لزيارة جلالته إلى مؤسسة إعمار السلط، استمع جلالته إلى إيجاز من نائب رئيس مجلس الإدارة المهندس ماهر أبو السمن حول مشاريعها للحفاظ على إرث المدينة، والتي جرى إدراجها على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وفي ذلك رسالة من جلالته الاهتمام ايضا في المواقع السياحية، والسلط اليوم تعدّ واحدة من المناطق السياحية المحلية التي تتمتع بأهمية وحضور عالمي، في دعمها وتسويقها والاهتمام بها دعم لقطاع السياحة وكذلك للاقتصاد الوطني الذي تعتبر السياحة أحد روافده الاساسية.
في ترتيب أهمية مضامين زيارة جلالته صعوبة، لما حملته من تفاصيل هامة وضعت نهج عمل لابقاء السلط على خارطة العمل الحكومية، وكذلك لدى القطاع الخاص، وايلاء المدينة المزيد من الدعم لما تحتويه من كنوز ثقافية وسياحية وأثرية، تجعل منها ركيزة أساسية بالنشاط الاقتصادي، لتبدو السلط بألقها أكثر نشاطا وأكثر اهتماما.