يواجه الدكتور بشر الخصاونه يوميا انتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انتقادات لشخصه واخرى لاداء حكومته،بعضها محق واكثرها ظالم وبعيد عن واقع الحال،ما دفع الرئيس بان يخرج للحديث عن (السوداوية ) لدى فئة اعتادت النقد لمجرد النقد، فمهما فعلت الحكومة من اجراءات او قرارات فهناك مؤامرة وهناك قصر نظر وهناك سوء تقدير وهناك تخبط حتى بت اشفق على كل ما هو حكومي ابتداء بالرئيس ومرورا بالوزراء وانتهاء بآخر موظف حكومي.
هذا الامر يقودنا الى التساؤل: لماذا يوجه المواطن سهام النقد الجارح الى حكومته،ومن وراء حالة الغضب الشديد على كل ما هو حكومي ابتداء من نمرة السيارة الحكومية وليس انتهاء بيافطة لدائرة حكومية.
ما الذي غير مزاج الاردنيين تجاه اخوتهم وابنائهم من الموظفين الحكوميين ؟
السؤال الهام والذي لم تصل الى اجابته اي من مراكز الدراسات الأردنية هو : كم هي نسبة اصحاب الصوت العالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذين يملأون الدنيا صراخا ضد اي قرار حكومي مهما كان نوعه، ولا يعطون البديل لمعالجة هذا الخلل هنا او هناك.
نعم لدينا مشكلات ولدينا فقر وبطالة ولدينا قضايا وطنية محلية وخارجية،لكن مواصلة قذف الحجارة على شبابيكنا ستكسر الزجاج وسنجد انفسنا في مواجهة الريح والبرد مما فعلت ايدينا.
ليس لدينا ضوابط لمواقع التواصل الاجتماعي ونعيش في حالة انفلات في هذا المجال.
قرأت ارقاما مرعبة عن تبدل البيئة الاجتماعية وتغير في القيم والموروث الاجتماعي، بدون عناء كبير راقب الفيسبوك مثلا كيف يتنمر الجار على جاره والاخ على اخيه، لاحظوا كيف صار الفيس مكانا للمناكفة الاجتماعية تحت عنوان :(مقصوده) واحيانا تحت عنوان (رسالة تعرف طريقها ).
لماذا تغيرنا بهذا الشكل،واسقطت من ايدينا اهم القيم الاخلاقية التي تربى عليها الاردنيون حين كنا نقبل يد الكبير ونجلس باحترام وادب امام العم والعمة،حين ارى فتى يجلس على كرسي باص النقل العام ورجلا كبيرا يحمل اكياسه المثقلة ويتشبث بالماسورة المعلقة في سقف الباص ويكاد ان يسقط مرارا والفتى لا يجلسه مكانه عندها اشعر اننا لسنا بخير.
مع الرئيس تماما عندما شخص الحالة بـ (السوداويين) الذين برمجوا نظرهم على اللون الاسود تاركين الوانا زاهية وجميلة وخلابة متعمدين مصرين مناكفين.
الاوطان لا تبنى بالحكومات،الحكومة تقوم بعمل المنظم والميسر،الاوطان تبنى ويحافظ عليها بابنائها وبناتها،الحكومات تأتي وتذهب ويبقى الوطن.
نحتاج الى استعادة الثقة في القيم والاخلاقيات الاجتماعية قبل ان نبدأ بالاصلاح السياسي والاقتصادي.
اصلاح المجتمع يسبق اي اصلاح اخر، والتجربتان اليابانية والكورية اكبر دليل وللحديث بقية.