زاد الاردن الاخباري -
طوّر باحثون من جامعتي ”ملبورن“ الأسترالية و“مانشستر“ البريطانية جهازا يعتمد على رطوبة الجو لتوليد غاز الهيدروجين.
ويسعى العلماء والباحثون حول العالم لابتكار حلول من شأنها أن تتصدى للاحترار العالمي، وشهدنا في الأعوام الأخيرة محاولات طموحة لتطوير تقنيات جديدة تولد وقودا نظيفا عوضا عن مشتقات الوقود الأحفوري المضر بالبيئة.
ويمتاز غاز الهيدروجين بانعدام انبعاثات الكربون الناتجة عن احتراقه، وبتوليد الماء فقط كمنتج ثانوي لتفاعله، ما يجعله من أهم مصادر الطاقة الخضراء.
ويمكن توليد الهيدروجين من خلال فصل الأوكسجين عن الهيدروجين في جزيئات الماء من خلال عملية التحليل الكهربائي، وتعني تمرير تيار كهربائي في عينة من الماء، ما يسبب تفاعلا كيميائيا يؤدي لتحلل جزيئات الماء.
ولكن معظم تقنيات توليد الهيدروجين من التحليل الكهربائي مكلفة ومعقدة وتتطلب مياها نقية، ما يمنع استثمار الهيدروجين في إنتاج الطاقة النظيفة حاليا.
وفي هذا الإطار، نجح الباحثون في تبسيط عملية التحليل الكهربائي بالاعتماد على مصدر بديل هو رطوبة الجو.
وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة ”نيتشر كوميونكشنز“ العلمية، إلى أن الجهاز الجديد يحتوي أقطابا مصنوعة من مواد شبيهة بالإسفنج مهمتها امتصاص رطوبة الجو.
وتنتقل الرطوبة الممتصة إلى حجرة تتعرض فيها المياه إلى التحليل الكهربائي، ويكمن نجاح العملية في استخدام شوارد أيونية قابلة للتعرض للهواء طوال الوقت.
ويتزود الجهاز بالطاقة الكهربائية اللازمة لتحليل المياه من مصدر نظيف للطاقة متمثل بعنفة ريحية صغيرة.
ويعتمد عمل الجهاز على تحريك الأقطاب الموجبة في المياه، ما يجذب الإلكترونات من جزيئات المياه، وينتج عن ذلك ذرات أوكسجين موجبة تُطلَق في الهواء، وذرات هيدروجين سالبة يجمعها الجهاز.
واستطاع النموذج إنتاج الهيدروجين لمدة 12 يوما متواصلا، وجرب الباحثون تشغيل الجهاز لوحده خلال 8 أشهر لقياس قدرة تحمله.
وأشار الباحثون إلى قابلية الجهاز للتشغيل في مستويات رطوبة منخفضة حتى 4%، وتمكن الجهاز من توليد الهيدروجين اللازم لتدفئة منزل بالكامل، مع إمكانية تكبير الجهاز، أو ربط أجهزة عدة ببعضها لزيادة الإنتاجية، وفقا لموقع تك إكسبلور.
ويمكن للجهاز الجديد أن يساهم في تزويد المركبات بالطاقة، فضلا عن توظيفه في مختلف التطبيقات الصناعية والمنزلية، بفضل سهولة تشغيله، ووفرة رطوبة الهواء.