العالم المحيط بنا أصبح ملتهبا، ما أن تطالع الأخبار حتى تجد عددا من القتلى وعدد آخر من المصابين والجرحى وانفجارات وحروب طاحنة تجري بين دولة وأخرى، ولكن مع وجود هذا المشهد المؤلم والمفزع نكتشف أنه توجد شريحة تعشق الرعب لدرجة الإدمان بل أصبحت تصنف كهواية لها أسس وشروط.
كم هائل من الأفلام المرعبة يتم إنتاجها سنويا ولديها تصنيفات لدرجة الرعب ومتابعيها بالملايين..!!
لم نتوقف عند هذا الحد، بل أن هناك ألعاب فيديو يعشقها ويمارسها الملايين فيها شحنة من الرعب والدمار لا يمكن تخيله، والطامة الكبرى أن علماء النفس يصرخون خوفا وفزعا على عقول الشباب الذين يقضون ساعات طوال وهم يلعبونها، ولقد حدثت جرائم كثيرة وعلى الأخص في أمريكا وقع ضحيتها شباب لأن أحدهم أراد مزج ألعاب الفيديو مع الواقع وحمل سلاحا فتاكا وبات يطلق الرصاص بشكل هستيري على كل من يراه ويواجهه.
لقد وضعت قوانين لكنها باتت الآن هشة فالافلام وألعاب الرعب يجب أن تعطى لمن هم فوق الثمانية عشر عاما ،ولكن بعض مواقع التسوق على شبكة الانترنيت لا تلتزم بهذه القوانين لأنها تمارس عملها في دول لا تعرف هذا القانون، وبهذه الطريقة تستطيع بيع وإرسال وتحميل ما تشاء من أفلام وألعاب فيديو حتى لطفل صغير.
كما أن من شروط ألعاب الفيديو هو ممارستها لفترة قصيرة لكن والحق يقال إن السواد الأعظم يمارسها لساعات طوال، بل إن في دول أوروبية كثيرة أظهرت دراسات وإحصائيات أن نسبة لا يستهان بها يبقون في بيوتهم عدة أيام لا شغل شاغل لهم سوى الجلوس واللعب تاركين حياتهم الاجتماعية ومصدر رزقهم وراء ظهرهم.
بصراحة لا أعترف بأن هذا المضمون المرعب يمكن أن نصنفه كهواية أو نوع من الانتاج الإبداعي لأنه بكل بساطة ضد الفطرة البشرية العاشقة للسلام والهدوء، بل إنها إحدى سيئات وعيوب الطفرة التكنولوجية التي قدمت لنا الصالح والطالح.