زاد الاردن الاخباري -
قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول إن التعاون الإعلامي الأردني المصري يتجاوز كل الرسميات في الوقت الراهن، سواء من خلال الاتفاقيات الموقعة بين المؤسسات الإعلامية الرسمية في كلا البلدين، أو الزيارات المتبادلة بين الوفود الإعلامية في البلدين الشقيقين.
حديث الوزير الشبول هذا جاء خلال مقابلة صحفية أجراها معه رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي المصرية جمال الكشكي على هامش زيارة الوفد الإعلامي المصري إلى الأردن نهاية الشهر الماضي، ونشرت اليوم السبت.
وأشار الشبول إلى أن الاتفاقيات بين المؤسسات الإعلامية الأردنية المصرية تجري مراجعتها باستمرار وتحديثها، وفقاً للمستجدات، وبما يخدم مصالح البلدين الشقيقين في المجال الإعلامي.
وأشاد بدور وسائل الإعلام المصرية في تغطيتها للأحداث الأردنية، ووقوفها إلى جانب المملكة في مختلف القضايا التي تمر بها، مثلما أشاد بدور وسائل الإعلام الأردنية في دعم مصر الشقيقة والوقوف إلى جانبها، انطلاقاً من العلاقة الوثيقة التي تجمع البلدين قيادة وحكومة وشعباً.
وأكد الشبول أن الميزة الأكثر أهمية في وسائل الإعلام الأردنية، بشقّيها العام والخاص، وبمختلف أشكالها المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، وبالرغم من التنوّع ووجود المئات من المواقع الإلكترونية وعشرات المحطات التليفزيونية والإذاعية والصحف، هي توحدها جميعا حول الثوابت الوطنيَّة والقوميَّة، إضافة إلى موقفها الثابت والمؤيد لمواقف الدولة الأردنية في القضايا الوطنية والقومية، وتدعمها بكل ما أوتيت من إمكانات، “وهذا ما لمسناه في العديد من المواقف والقضايا كالقضية الفلسطينية، والقضايا العربية عموماً”.
ولفت الشبول إلى أن مجلس وزراء الإعلام العرب بدأ منذ العام الماضي ببذل جهود حقيقية لمواجهة التحديات التي تحيق بالإعلام العربي، وفي مقدمتها التأثير الكبير الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي من حيث المحتوى غير المهني، إلى جانب استحواذها على سوق الإعلان الذي هو حق لوسائل الإعلام.
وبين أن مجلس وزراء الإعلام العرب سيبحث باستفاضة وجدية خلال اجتماعه في القاهرة الشهر الجاري، التقرير الفني الذي كلف به اتحاد إذاعات الدول العربية لبحث آلية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا التي تهم الإعلام العربي.
وأكد الشبول في هذا الإطار أهمية المبادرة التي طرحتها خمس دول عربية كنواة لتحالف عربي للتواصل مع الشركات العالمية، لبحث إيجاد آلية جديدة للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالإعلانات والمحتوى المسيء.
وفي رده على سؤال حول حاجة الدول العربية إلى صوت إعلامي موحد تمثله قناة عالمية ذات رؤية وطنية، قال الشبول إننا لا نحتاج إلى صوت إعلامي واحد، بقدر ما نحتاج إلى رسالة إعلامية واحدة، ولو بالحد الأدنى، يتوافق عليها الجميع ويكون هدفها الأساس مصلحة الأمة وتعزيز حضورها ومواقفها، والدفاع عن قضاياها المصيرية.
وأضاف: “لكن أزمات منطقتنا وتعدد اللاعبين والمتلاعبين بهذه الأزمات يجعلان من هذا الأمل بعيد المنال في الوقت الراهن”.
وفيما يتعلق بالصحافة الورقية، أشار الشبول إلى أن دورها تراجع إلى حد كبير، “وهذا ليس على المستوى العربي فحسب إنما عالميّاً، بدليل أن صحفاً كُبرى أُغلِقت، وأخرى اكتفت بأن تُصدِر أعدادها إلكترونيَّاً، لكن لا يزال هناك بصيص أمل أمام الصحافة الورقية، شريطة أن تطوِّر من أدواتها ومحتواها، وأن تتجه إلى أساليب حديثة ومغايرة وغير تقليدية في العمل الصحفي كالتوسّع في المتابعات، وطرح القضايا ذات الأهمية بالنسبة للناس، إضافة إلى المزاوجة بين التحول الرقمي والطباعة، كما فعلت صحف كبرى في العالم، وبالتالي ترسيخ حضورها.”
وفي رده على سؤال حول أثر ما يسمى إعلام مواقع التواصل الاجتماعي على وسائل الإعلام التقليدية، أوضح الشبول أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست وسائل إعلام، بل هي أدوات اتصال وتبادل للمعلومات، مضيفاً: “هي تؤدي خدمة جليلة للإنسانية بلا شك، برغم مضامينها السلبية أحياناً، ومن الممكن لوسائل الإعلام توظيفها لخدمة أغراضها الإعلامية ونشر محتواها، وكذلك المؤسسات والشركات اتخذت منها أدوات لبث رسائلها الإعلامية”.
ونوه إلى ضرورة إدراك أن التشريعات الناظمة لوسائل الإعلام تختلف عن تلك الناظمة لمواقع التواصل الاجتماعي، عدا عن كون مواقع التواصل الاجتماعي متاحة لاستخدام عامة الناس؛ وبالتالي ليس كل ما ينشر على وسائل التواصل خاضعاً للمعايير المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي.
وقال الشبول في هذا الصدد : ” لاحظنا زيادة هائلة بالثالوث الخطير المتمثِّل بالأخبار الكاذبة والإشاعات وخطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يوجب علينا وضع الأطر التشريعية والإجراءات اللازمة للحدّ منه، إلى جانب الحد من استحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على سوق الإعلان، الذي هو حق لوسائل الإعلام.”
وأكد أن الأردن وفي سبيل الحد من انتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي بدأ في برامج لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتيّة وتضمينها في المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات، وكذلك برامج لتأهيل وتمكين الناطقين الإعلاميين في الوزارات والمؤسسات لتقديم المعلومة الصحيحة لوسائل الإعلام، “وهو ما بدأنا نلمس أثره الإيجابي وانعكاساته لمحتوى الرسائل الإعلامية المقدّمة”.
وحول اللقاء الخماسي الذي عقد في مدينة العلمين خلال الفترة الماضية، بين الشبول أن اللقاء جاء بدعوة كريمة ومقدَّرة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويهدف إلى حشد الجهود وتعزيز أواصر التعاون بين الأشقاء العرب في المجالات السياسية والاقتصادية، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، بفعل تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية – الأوكرانية، وما نتج عنها من ارتدادات سياسية واقتصادية أصابت العالم أجمع.
وأضاف إن هذا اللقاء يأتي في سياق الجهود والمبادرات التي أطلقتها الدول المشاركة أخيراً كمبادرة الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، والتي ضمت مصر والإمارات والأردن وانضمت إليها البحرين لاحقاً، وكذلك آلية التعاون الثلاثي التي ضمت مصر والعراق والأردن.
وأكد الشبول أن كل هذه الشراكات والمبادرات تهدف إلى بلورة جهد عربي مشترك، يسعى إلى تحقيق التكامل الاقتصادي ما بين هذه الدول الشقيقة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق والتعاون في القضايا السياسية الإقليمية والعالمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي دائماً ما تكون في صدارة أولويات ما يناقشه الزعماء العرب خلال اجتماعاتهم.
وتطرق، خلال المقابلة، إلى العديد من القضايا والمحاور، كأهمية أن تحافظ وسائل الإعلام العربية على الهوية الثقافية والحضارية العربية، وخطر الإشاعات على النسيج الوطني للمجتمعات العربية، وأثر جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية على الإعلام العربي، إلى جانب الثورة المعلوماتية ومدى تأثيرها عربياً وعالمياً.