انا لما اكتب واتحدث عن الحكومة ومؤسساتها، واعرف ان هناك اجساما ادارية مازالت صامدة وتقاوم، واجساما وهياكل ادارية جزء لا يتجزأ من بيروقراط الدولة، ومهما حاولوا ان يميعوا دورها وواجبها واداءها، فهي ضاربة الجذور كنخل البصرة، وزيتون برما، وحماط « شجر التين في وادي السير.
و ليس هناك، مثال حي وشاهد، و كما هو صندوق التنمية والتشغيل. في عز ازمة كورونا صمد وتحدى، واقرض وسهل عمليات السداد على المقترضين، و بلغة الاردنيين البسطاء صبر على الناس ، وامهلهم فرصا طويلة، ولكي يسدوا اقساط قروضهم.
سياسة حكيمة.. ولم يسلط مدير الصندوق سيفا على رقاب المقترضين، لانه مؤمن ان دورة الحياة سوف تعود، وان الاقتصاد سينشط، والبلد سوف تتعافى من كورونا وتوابعها الاليمة.
وما كان مدير عام الصندوق منصور وريكات يغلق بابه امام احد، وبقدر ما يستطيع ساعد الناس، وساعد المقترضين، وسهل عمليات اقتراض لمشاريع جديدة صغيرة و متوسطة.
في متابعتي لمشاريع صندوق التنمية والتشغيل في الاطراف تلتقط صورا واقعية للتنمية في الاردن.. مشاريح انتاجية حقيقية، مشاريع توفر فرص عمل لاردنيين، ومشاريع تخدم المجتمعات المحلية، ومشاريع تخدم الاقتصاديات المحلية، ومشاريع تخدم عجلة التنمية ودورتها، ومشاريع ليست منسلخة عن هوية الاقتصاد الاردني .
اطلعت على مشاريع ناجحة، وانا اكره استخدام كلمة ريادي، واعتبارها شبهة، وفالها وطالعها الفشل والاخفاق.. وحتى صندوق التنمية والتشغيل في ادبياته الترويجية والتثقيفية والاعلامية لا يستعمل مفردة ريادة وريادي، وما شابه.
ومن المشاريع التي اطلعت عليها في الشوبك والمفرق واربد، ومشاريع متوسطة وصغيرة، خريجو جامعات دشنوا مشاريع انتاجية بالزراعة والصناعة الغذائية، و السياحة، ونجحت وصمدت، وها هي تكبر وتنمو.
مشاريع مفخرة، والقائمون عليها شباب امنوا بان حب الوطن يبدأ بالعمل والانتاج، وامنوا بان مشوار المليون ميل يبدأ بخطوة.. ويبدأ بدعم ورعاية من مؤسسة وطنية كصندوق التنمية والتشغيل.
و اتحدى واراهن، وكل ما تشاؤون ، فالان وراء كل قصة نجاح لمشاريع متوسطة وصغيرة في الاطراف يقف صندوق التنمية والتشغيل.
صندوف التنمية والتشغيل ومشاريع المستفيدين من قروضه في الاطراف والهوامش هم عنوان التنمية الاردنية، وهم عنوان الصمود والتماسك الاجتماعي والمعيشي في الاطراف المنسية والمهمشة.
اعرف ان صندوق التنمية والتشغيل مظلوم ومحارب ايضا، ولا اريد ان ادخل في سجال الخفاء ومعارك الظل التي تقودها مراكز قوى تحاول افشال واحباط تقدم ونجاح الصندوق ومشاريعه.
ورغم سنوات كورونا الاليمة استطاع منصور وريكات مدير عام الصندوق ان يحقق نقلات هائلة في الصندوق والتمويل والمشاريع، والاستهداف الانتاجي والاجتماعي والقطاعي.
و لم يخرج علينا وريكات امام شاشة ملونة ديجتيل، وبور بونت « power ponit»، ويلبس ربطة عنق حمراء، وبنطلون شيالات، ويحلق رأسه على الصلعة، ويتكلم بنص انجليزي ونص عربي، ولسانه يصاب بلعثمه، ويشرب قهوة سوداء امريكية بكوب ستار بكس .
عندما نملك مؤسسة كصندوق والتنمية والتشغيل ومديرا كمنصور وريكات من حقنا القول والاعتراف ان بيروقراط الدولة بخير، وان الدولة بخير ايضا.