زاد الاردن الاخباري -
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الخميس، مرسوماً تشريعياً خاصاً حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها ومرسوماً تشريعياً آخر حول قانون الانتخابات العامة، كما أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا". وعلى الصعيد الميداني، قتل 45 مدنياً على الأقل أمس في هجوم بالدبابات شنته قوات الحكومة السورية لاحتلال وسط مدينة حماة، حسب ما أفاد ناشطون سوريون اليوم الخميس. وفي مدينة حمص شُوهدت مروحيات عسكرية فوق المدينة فيما طوقت قوى الأمن منطقة باب السباع بعد خروج مظاهرات حاشدة من حي الملعب.
وقالت (سانا) إن الرئيس السوري "أصدر اليوم المرسوم التشريعي الخاص بقانون الأحزاب" حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها.
وكانت الحكومة السورية أقرت في 24 يوليو/تموز مشروع قانون يرعى تأسيس الاحزاب وينظم عملها، وذلك "ترجمة لتوجهات برنامج الاصلاح السياسي وبهدف إغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها وتداول السلطة"، كما أفادت الوكالة حينها.
وأضافت الوكالة أن الرئيس السوري "أصدر اليوم المرسوم التشريعي الخاص بقانون الانتخابات العامة".
وكانت السلطات السورية أقرت سلسلة إجراءات لتهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضدها، شملت خصوصاً إلغاء العمل بحالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ 1963.
كما أصدر الرئيس بشار الأسد عفواً عاماً عن جميع المعتقلين السياسيين، وشكّل هيئة "للحوار الوطني" ولجنة لوضع قانون جديد للإعلام.
وقال شهود عيان إن أعداداً كبيرة من السكان بدأت بالنزوح إلى خارج المدينة هرباً من العمليات العسكرية وقصف الجيش للمدينة.
كما ذكر ناشطون أن قوى الأمن تشن حملة اعتقالات واسعة في محافظة حماة، وتطلق النار من الحواجز لمنع السكان من النزوح.
وتركز القصف على حي القصور والحميدية الى جانب أحياء أخرى، حيث دمر عدد من المنازل.
وفي وقت سابق قال سكان في حماة إن الدبابات تقدمت الى وسط المدينة أمس الاربعاء، واحتلت الميدان الرئيسي الذي شهد بعضاً من أكبر الاحتجاجات ضد الأسد في انتفاضة بدأت قبل خمسة أشهر للمطالبة بالحريات السياسية.
وأضافوا أن قناصة انتشروا على أسطح المباني وفي قلعة حماة. وقالوا إن القصف
تركز في حي الحاضر الذي دمرت أجزاء كبيرة منه في عام 1982 عندما اجتاحت القوات الموالية للرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار، حماة لسحق متمردين إسلاميين وقتلت عدة آلاف من الاشخاص.
وقال ناشطون إن ثلاث حافلات محملة بالأمن وسيارة مصفحة توجهت الى المنطقة حيث سمع اطلاق نار، كما خرجت مظاهرات في منطقة الزبداني بريف دمشق قرب الحدود مع لبنان.
وفي مدينة نوى بحوران أفاد ناشطون بسقوط سبعة قتلى ليل أمس، الى جانب قتيل في تدمر وعدد كبير من الجرحى في المنطقتين بسبب إطلاق نار كثيف على مظاهرات حاشدة خرجت بعد صلاة التراويح.
كما عمت المظاهرات اللاذقية وخرجت مظاهرات في درعا وعربين والكسوة، وفي داريا انطلقت مظاهرات من المساجد, وتحدث ناشطون عن هجوم الأمن وما يعرف بالشبيحة على المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع.
وفي حلب تصدى أبناء حي صلاح الدين بالعصي والحجارة للعصابات المسلحة المعروفة بـ"الشبيحة"، فيما تحدثت المصادر عن وصول تعزيزات أمنية هناك، كما قطع التيار الكهربائي عن مدينتي مارع وتل رفعت.
أما في دوما فقد خرج آلاف المتظاهرين من الجامع الكبير متوجهين نحو جامع حسيبة، كما خرج الآلاف من جامع البغدادي الى الجامع الكبير، وفي اللاذقية أطلق الأمن النار على المتظاهرين في العوينة وسُمع دوي انفجار قنابل.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس / اذار أدى قمعها من جانب السلطة الى مقتل اكثر من 1600 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان.
وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى.