زاد الاردن الاخباري -
تدرس سلطات الاحتلال الاسرائيلية توصية تقدم بها جهاز الأمن العام التابع لها (الشاباك)، وتقضي بفرض إغلاقات على مدن وبلدات في الضفة الغربية "لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة"، في ظل الزيادة المضطردة في العمليات المسلحة التي تشنها المقاومة الفلسطينية.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلي "كان"، فقد خصت توصية الشاباك مدينة جنين التي وصفها بانها من ضمن المدن "الارهابية" وينبغي ان تخضع لاغلاق مشدد، وفي المقابل اقترح جهاز الامن الاسرائيلي تطبيق اغلاقا "متنفس" على المدن التي لا يبدو ان فيها "إرهابا واضحا".
واعتبر الشاباك أنه "من خلال ذلك يمكن إتاحة حياة طبيعية للفلسطينيين مقابل حياة صعبة على الإرهابيين".
وقالت صحيفة "هآرتس" أن الإغلاق الذي أوصى به الشاباك سيكون عبر نصب حواجز تفتيش عند مداخل ومخارج المدن والبلدات التي قد يشملها الإغلاق، ومنع عبور الأشخاص الذين ليسوا من سكان المنطقة وليس لديهم تصريح خاص.
واضافت الصحيفة أن توصية الشاباك تشمل كذلك سحب تصاريح عمل داخل اسرائيل من سكان في المدن والبلدات التي يخرج منها منفذو العمليات.
وتهدف هذه التوصيات الى الضغط على الفلسطينيين لردعهم عن تنفيذ عمليات ضد القوات الاسرائيلية، وكذلك "تحديد مواقع مطلوبين" لدى أجهزة أمن الاحتلال.
لابيد يتوعد
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الأربعاء، إن الجيش لن يتردد في العمل في كل مكان لا تفرض فيه السلطة الفلسطينية “النظام”.
جاء ذلك في تصريح متلفز بثه على حسابه في تويتر، على خلفية مقتل ضابط إسرائيلي في مواجهات مع فلسطينيين بقضاء جنين شمالي الضفة الغربية في وقت سابق الأربعاء.
وقال لابيد: "أحد القتلى الفلسطينيين قرب حاجز الجلمة في جنين ينتمي للمخابرات الفلسطينية”، معتبرا ذلك “تصعيدا جديدا”.
وشدد على أن الجيش وجهاز الأمن العام “شاباك”، مستعدان لكل سيناريو لمنع ما سماه “الإرهاب” من “أن يرفع رأسه”.
وسبق أن اتهمت إسرائيل أجهزة الأمن الفلسطينية بالتراخي في منع عمليات المقاومة، فيما اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إسرائيل بالعمل على تدمير السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، مضيفا أن تصعيدها الميداني “وصفة لانفجار كبير”.
اجتماع سري
وقالت تقارير الاربعاء، ان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومدير المخابرات ماجد فرج، اجتمعوا سرا مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين قبيل العملية التي قتل فيها الضابط.
واوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الاجتماع "استهدف التوصل إلى اتفاقيات تعيد عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة، وتحديدا في منطقة نابلس، وذلك "من أجل منع التدهور الأمنيّ"، مشيرة الى انه "لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي" خلال الاجتماع".
وكان مسؤولون مصريون حذروا سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، قد يخرج عن نطاق السيطرة؛ كما وجهوا انتقادا لجيش الاحتلال بسبب تزايد اقتحاماته للضفة.
وأفادت "كان 11" بأن المسؤولين المصريين، انتقدوا سلوك جيش الاحتلال، وأشاروا إلى أنهم يرون أن الزيادة في اقتحامات الجيش الإسرائيلي وعملياته في الضفة؛ "تحرج السلطة الفلسطينية وتضعف موقفها أكثر".
ووفق التقرير ذاته، حذّر المسؤولون المصريّون من أنه إذا استمر الوضع في الضفة على ما هو عليه، فإن إسرائيل "ستواجه انفجارا وفوضى سياسية في الضفة مع اقتراب اليوم الذي يلي أبو مازن (أي رحيل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس)".