{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) ),لهو الانسان في زينة وزخرف الدنيا ,في اكثار المال والبنين ,عن حقيقة الفناء ,تجعل من الانسان يعيش في وهم حياة الخلد ,فكل ما يلهي الانسان ,يجعل بينه وبين موعظة الموت ,مسافات بعيدة ,تميت الشعور حتى وان شارك في تشييع جنازة,وحضر الدفن ,فعالم الدنيا ووهم الخلود في النفوس قد ملك العقل ,في بغض التفكر بالموت والتذكير به ..................
مع كل انسان تتكرر قصة ابونا ادم ,مع الشجرة والنهي والمعصية في طلب الخلود ,وطلبه في الدنيا من وهم خلد النفوس في لهوها وفي غياب وعي العقول وتفاعلها مع كل المشاعر,واعظمها مشاعر الموت ,قصة كان لا بد للانسان ان يتذكر تسلسلها في عدم الاقتراب من المحرمات التي تمثلت بتلك الشجرة ,والاقتراب يمثل الخطوة الاولى نحو المعاصي من خطوات الشيطان على الانسان ,وعدم الاقتراب يمثل تحصين الانسان من ضعف الارادة والوقوع في المعاصي ,التي تسرح في الانسان وتلهيه في وهم الخلود ,الى ان يأتيه الموت ومزودته خاليه .................
كما ان الموت اكبر موعظة ,والموعظة للعقول في تهذيب النفوس ,موعظة لا بد ان تهز كيان الانسان ,يتحقق منه وعي الانسان ,فان في الموت دلالة على مدى سلامة شعور الانسان وتجاوب تفاعله مع مشاركة حياة الناس,والاتعاظ منها,موعظة الموت فيها دلالة على مدى صدق ايمان الانسان ,والإيمان باليوم الاخر من خلال التجهز والإعداد له ............
ذكر الموت من حب لقاء الله ,فيه دلالة على الايمان ,وحب العمل الصالح ,فموعظة الموت تشمل كل الفضائل ,لان الانسان يبلغ فيها حقيقة ومدى ومقصد الوجود ,فيها بلوغ مراتب الاخلاص ,وتهذيب النفوس ,والبعد عن ذكر الموت ,ناتج عن كل اعمال فسق وفساد طرق الشر متاهات تلهو الانسان في وهم الخلود من نسيان الموت
د. زيد ابو جسار