زاد الاردن الاخباري -
تعتز عضوة مجلس النواب الأميركي رشيدة طليب بانتمائها وبهويتها الفلسطينية، وكشفت عن التحديات التي تواجهها في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني في أميركا.
وبالنسبة لرشيدة، فإن الأميركيين لم يتعودوا على سماع الصوت الذي يدافع عن حقوق الفلسطينيين من داخل الكونغرس الأميركي، لكنها فعلت ذلك وخاصة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ حاولت إضفاء الطابع الإنساني على قضية الشعب الفلسطيني، فتحدثت عن الأم الفلسطينية التي قالت إنها تنام مع أطفالها لأنها ترغب في الموت معهم، وعن الأم التي تشاهد طفلها يدفن حيا.
وتقول إنها تعرضت لمضايقات كثيرة من جهات تحاول إسكاتها، إذ إن "الجميع يريد إسكاتي لكنني لن أسكت"، ولكنها ستواصل كفاحها لأنها تعمل من منطلق تأييد حقوق الإنسان وتأييد المساواة والعدالة.
وواجهت -كما تحدثت- رئيسًا (دونالد ترامب) منحازا لإسرائيل ويكره المهاجرين، بل يكرهها هي شخصيا، وسبق له أن وصفها بالمجنونة والطائشة والشريرة، وبالمقابل ردت عليه بوصفه باللعين والوغد، وقادت حملة للإطاحة به. ووصل الأمر إلى تهديدها بالقتل من قبل أنصار ترامب بعد فوزها بانتخابات الكونغرس، خاصة بعد أن أصبحت في واجهة من يرغبون في عزله من السلطة.
وتؤكد في حديثها للجزيرة، أنها قوبلت بكراهية شديدة من طرف أنصار ترامب وكذلك من طرف أولئك الذين ينظرون إليها بوصفها مسلمة وشخصا يؤمن بفلسطين الحرة، معربة عن أمنيتها بأن لا يعود الرئيس الجمهوري السابق مرة أخرى إلى السلطة خلال انتخابات 2024، لأن "هذا الشخص يروج لتفوق الرجل الأبيض ويحارب الديمقراطية الأميركية"، حسب قولها.
غير أن عضوة مجلس النواب الأميركي عن ولاية ميشيغان تقر بأن هناك من الأميركيين من يتحدث عن الانتهاكات الإسرائيلية ويدينها من داخل الكونغرس، وليس حقيقيا أنه لا يتم انتخاب جديد لمن يرفع صوته من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني ويدين انتهاكات الحكومة الإسرائيلية ويطالب بأن تكون مساعدة إسرائيل مشروطة. و"هناك عدد كبير من الناس يأتون إلى مجلس النواب ليعلنوا رفضهم تمويل القبة الحديدية".
ولدت رشيدة طليب التي درست المحاماة، في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، وتنحدر من عائلة فلسطينية الأصل، تتكون من 13 فردا، 7 أولاد و6 بنات، وهي ابنة سائق تابع لنقابة السائقين.
وتقول إنها سمعت من جدها وجدتها عن معاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ولذلك كافحت للدفاع عن الأميركيين من أصل أفريقي في مدينتها، لأنهم عانوا نفس المعاناة.
ودخلت عام 2008 مجلس النواب المحلي في ولاية ميشيغان، وحاربت حتى فازت بمقعد مجلس النواب عن الدائرة 13 في ولاية ميشيغان، واختارها الناخبون في الولاية خلال الانتخابات النصفية التي جرت عام 2018 لتمثلهم في الكونغرس، لتصبح أول امرأة عربية مسلمة تنتخب نائبة عن ولاية ثم على مستوى الولاية.
واختارت الانتماء للحزب الديمقراطي بنصيحة من والدها الذي يحب هذا الحزب لكونه يدافع عن النقابات العمالية ويفتح الباب للفقراء والمهاجرين، لكنها لا تشاطر موقف الحزب بشأن القضية الفلسطينية، فهم يرون أن حل الدولتين هو الخيار الأنسب لحل القضية الفلسطينية، لكنها لا تعتقد أن هناك أفقا لذلك في ظل نظام الفصل العنصري في إسرائيل، وتؤيد في المقابل حل الدولة الواحدة.
حرة كالعصفور الطليق
وتفتخر رشيدة بفلسطينيتها، وتتحدث عن جذورها وعن عائلتها وجدتها في فلسطين، وتقول إنها اختارت لبس الثوب الفلسطيني التقليدي خلال أداء القسم في الكونغرس لتقدم نفسها كما هي، ولتثبت أن والدتها ولدت في فلسطين وليس في الأردن كما هو مكتوب في جواز سفرها الأميركي.
وكانت أمنيتها أن تزور جدتها بعد أن تلقت رفقة عدد من أعضاء الكونغرس دعوة من إحدى المنظمات لزيارة الأراضي المحتلة، لكن عائلتها في فلسطين نصحتها بعدم المجيء بعد أن تراجعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسمحت لها بالزيارة، وقالت لها "أنت حرة كالعصفور الطليق وأنت حلم تجلى.. لماذا تأتين إلى هنا ليحبسوك في قفص؟ لا تأتي فهم يريدون منك أن تلتزمي الصمت".
ولم تتمالك رشيدة دموعها وهي تحكي عن جدتها التي قالت لها "لا بأس يا ستي سأكون في انتظارك"، وتأمل أن ترى جدتها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كما عادت في حديثها إلى ذكريات الماضي، إلى زواجها في سن 21 ومكوثها في فلسطين 6 أشهر وإنجابها ولديْن آدم (16 عاما) ويوسف (10 سنوات)، وقصتها مع قطف الزيتون رفقة خالاتها ونساء الحي الذي كانت تقطن فيه.