زاد الاردن الاخباري -
شرح الخبير اللوجستي الأردني نادر شحروري الأسباب وراء تراجع أسعار الشحن عالميا مما يشكل بشرى سارة للتجار والمستهلكين الاردنيين بخصوص استيراد السلع من الصين .
وتوقع شحروري في مقال أرسله لموقع خبرني استمرار انخفاض أسعار الشحن حتى منتصف عام 2023.
وتاليا المقال على موقعنا:
الصين..انهيار للأسعار ام عودٌ أحمدُ!
لاحظنا في الاونة الاخيرة انخفاضاً حاداً لأسعار الشحن البحري من الصين الى دول العالم، فبعدما ما كان تقريبا ١٧٠٠٠ دولار من الصين الى امريكا اصبح الان ٢٥٠٠ دولار (٨٠٪ نسبة الانخفاض تقريباً).
هذا الانخفاض الحاد يعد انهيارا للأسعار بالنسبة للخطوط الملاحية ولكن هذا هو السعر الطبيعي لسوق الشحن العالمي.
اما أسباب الانخفاض الحاد للاسعار فهي متعدده بعضها اقتصادي وبعضها سياسي؛ ولكن هل ستستمر الاسعار بالاستقرار في معدل الانخفاض ام ستعاود ارتفاعها.. دعونا نتطرق لأهم اسباب انخفاض الاسعار ونقيم الوضع الراهن للسوق الشحن الحالي:
١- الركود الاقتصادي العالمي؛ أدت الازمات العالمية بدأً من جائحة كورونا الى الازمة الروسية الاوكرانية الى التوترات بين الصين وامريكا (بما يخص ملف تايون) الى ضعف القوة الشرائية وخوف الكثير من التجار واصحاب المجموعات الصناعية الى التردد في زيادة المخزون او شراء ما يلزم من اساسيات المواد وتجنب الكماليات.
كما لوحظ في القارة العجوز التي باتت تعد للمائة قبل اي عملية شراء.
وامريكا صاحبة التضخم الاقتصادي ورفع الفائدة المتوالي الذي ادى في ضعف القوة الشرائية ايضاً.، حيث سبب التضخم العالمي انخفاض القدرات الاستهلاكية، وبالتالي تناقص حجم الصادرات خارج الصين، بينما تتنافس جميع شركات النقل لتأمين اكبر عدد من شحن الحاويات عن طريق خفض أسعارها.
٢- المبالغة في سلاسل التوريد؛ بالغت بعض المصانع والمحال التجارية في استيراد كميات تفوق احتياجاتها بكثير خوفا من انقطاع احد مراحل السلاسل.. مما ادى الى زيادة المخزون لديهم وضعف القوة الشرائية وبالتالي عدم احتياجهم للشحن؛ وهذا يعني قلة الطلب على الشحن مع زيادة المعروض.
٣- متوسط دخل الفرد الموظف (والقدرة الشرائية)؛ نسب الفائدة تزيد والاسعار العامة للسلع تزيد مع ابقاء رواتب الموظفين كما هي، بل بعض الجهات قامت بتخفيض نسب الرواتب وهذا يؤدي بشكل مباشر على القدرة الشرائية وضعفها وشراء ما هو الاهم، عليه يقومون التجار بإستيراد ما يلزم فقط (بمعنى اخر قلة الطلب العالمي للشراء مع زيادة المعروض؛ يقلل الاسعار بشكل كبير) علما ان سعر الصرف الدولار مقابل الإيوان الصيني اليوم ٧ إيوان لكل دولار وهذا مؤشر جيد للصين للتجارة الخارجية ولكن ما زال الركود وقلة الطلب على الشحن قائمة.
٤- هجرة المصانع؛ في الآونة الأخيرة شهدت الصين هجرة الكثير من المصانع الى دول مثل ڤيتنام، سيرلانكا، اندونيسيا وغيرها، مما ادى الى انكماش الطلب من الصين مع زيادة المعروض من الحاويات.
٥- طلاق الخطوط الملاحية؛ سيتم حل جميع التحالفات في نهاية عام ٢٠٢٣، مما يعني أن جميع شركات النقل بحاجة إلى إيجاد طرقها الخاصة، ولا يمكن الإعتماد على التحالفات بعد الآن (إلا اذا مددت بعض التحالفات عقودها كما فعلت سي ام ايه+كوسكو+ايفركرين+اواو سي ال) لهذا السبب المعركة الداخلية بين الخطوط قد بدأت وكل خط ملاحي يعمل جهده للمحافظة على زبائنه باعطائهم اسعار منافسة او عقود طويلة الاجل حتى لو كانت بدون عوائد ربحي.
٦- صناعة سفن عملاق جديدة وادرجها في المحيطات (بعضها تزيد حمولتها عن ٢٠ الف حاوية) وهذا يزيد العرض بشكل كبير مع قلة الطلب الذي كان سبباً واضحاً في انخفاض الاسعار الحاد.
٧- الدولار؛ بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض القاعدة النقدية بمقدار 95 مليار دولار شهريا. تجدر الإشارة إلى أنه قبل أزمة عام 2008 كان هناك حوالي 800 مليار دولار متداول في العالم أقل من 300 منها في الولايات المتحدة وأكثر من 500 مليار في دول أخرى. والآن عدد الدولارات في العالم يقترب من 9 تريليون دولار، أي أن الولايات المتحدة زادت عدد الدولارات المتداولة 11 مرة في 14 سنة فقط.
ولم يكن هناك نمو في الاقتصاد الأمريكي، وحفزت أمريكا الإنتاج من خلال القروض، وخلقت طلبا مقابل 10 تريليونات دولار، وتم شراء النفط والغاز والسلع الاستهلاكية من بداية هذا العام من روسيا والإمارات والسعودية والصين ودول أخرى مع هذا مال.
سيؤدي انخفاض عدد الدولارات المتداولة إلى انخفاض الطلب وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي، ومن ثم سيضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى استئناف الطباعة الدولارات، ليس تريليونات، ولكن عشرات التريليونات، وبعد ذلك سيبدأ التضخم المفرط، وهذه اسباب غير مباشرة على اسعار الشحن وعليه يتوقع اسعار الشحن ان تبقى في إنخفاض لمنتصف العام القادم على أقل تقدير.
الخلاصة ان اسعار النقل البحري تنخفض بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
بقلم الخبير اللوجستي نادر شحروري وتاليا صورته :