زاد الاردن الاخباري -
عثر على طفل في صالة مستشفى في مدينة السويداء جنوبي سوريا ، وفي طيات ملابسه رسالة يبدو ان أمه كتبتها قبل ان تختفي، وتخاطب فيها اي شخص قد يجده قائلة "هذا الطفل أمانة برقبتك.. بتمنى تسامحني وربي يسامحني”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "امرأة مجهولة الهوية، أقدمت على ترك ابنها في بهو مستشفى الوطني في السويداء، وغادرت المستشفى سراً بعد أن تركت رسالة اعتذار، طالبت فيها المسامحة والاعتناء بالطفل".
وجاء في الرسالة: “هذا الطفل أمانة برقبتك الله اختارك من بين كل الناس لتكون أنت الحنون عليه الله يوفقك حن عليه مشان الله يحن عليك، أنا ظروفي كثير صعبة، وما قدرت ربي هذا الطفل بتمنى تسامحني وربي يسامحني”.
وجرى تحويل الطفل الذي بدا من صورته التي نشرها المرصد انه لا يزال في عمر أيام، الى دارة الرعاية الاجتماعية في المدينة.
وفي الوقت نفسه نشر مغردون صورة اخرى تظهر الطفل اكبر من ذلك، مشيرين الى ان عمره ثلاثة أعوام.
وقال المرصد ان العثور على الطفل "يأتي في ظل تنامي ظاهرة التخلي عن الأطفال من قبل ذويهم، لأسباب كثيرة، في ظل استمرار الحرب في البلاد".
ولفت الى ان هذه الحالة "هي الـ 30 منذ مطلع العام 2022 لأطفال تخلى عنهم ذووهم (..) موزعة ما بين مناطق ضمن سيطرة قوات الحكومة السورية و9 حالات ضمن مناطق قوات سوريا الديمقراطية.
تأتي حادثة طفل السويداء مع تنامي ظاهرة التخلي عن الأطفال من قبل ذويهم في ظل استمرار الحرب في سوريا
وعادة ما يعثر على الاطفال الذين هجرهم ذووهم على اعتاب المساجد او في الحدائق العامة والأسواق وغيرها، وبعضهم يفارق الحياة بسبب الظروف التي يتركون فيها، ومن ينجو منهم تتكفل عائلات من المنطقة برعايته.
تعزى ظاهرة التخلي عن الاطفال في سوريا عموما الى ثلاثة أسباب، اولاها حملات النزوح وثانيها العلاقات غير الشرعية، إلى جانب الزواج من المقاتلين الأجانب.
ليس طفل السويداء فحسب بل جيل من أطفال سوريا في مهب الريح
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فقد جعلت الحرب في سوريا حياة ومستقبل جيل من الأطفال في مهب الريح.
وتعزى ظاهرة التخلي عن الاطفال عموما الى ثلاثة أسباب، اولاها حملات النزوح وتداعياتها على العائلات التي صار من الصعب عليها الحصول على موارد مالية، الأمر الذي يدفعها للجوء إلى التخلي عن أطفالها حديثي الولادة.
والسبب الثاني ناتج عن علاقات غير شرعية، إلى جانب سبب ثالث يتعلق بالزواج من المقاتلين الأجانب والمهاجرين في المنطقة".
وينتشر في الشمال السوري، وبالأخص محافظة إدلب المئات من المقاتلين الأجانب، بينهم إيغور وآخرين من الشيشان ومناطق القوقاز.
وسبق وأن أبدى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مخاوفه من تنامي هذه الظاهرة، والتي قد تعني نشأة جيل جديد لم تقتصر معاناته على الحرب، بل زادت بتخلي والديه عنه.