لربما يبدو العنوان غريبا بعض الشيء ، ولكن صدقا هكذا كانت مشاعر البعض من أسرتنا الأردنية الواحدة ، ونحن نتابع بقلق كبير جهود فريق البحث والإنقاذ وهم يسابقون الزمن بمحاولات حثيثة لإنقاذ المفقودين تحت الانقاض والركام ، هذا الركام الذي الذي خبأ في طياته الكثير من القصص التي لم تكتمل والحكايا التي اغلقت برحيل أصحابها .
فبقدر الألم والوجع الذي شعرنا به حزنا على من فقدوا ابناءهم واحبتهم في هذه الحادثة الاليمة ، كانت عيوننا تعبر إمتنانا وفرحا فخرا وزهوا لوجود هذا الفريق في وطننا الغالي، هذا الفريق الذي عمل لثلاثة أيام بشكل متواصل بحرفية عالية وإقتدارقل نظيره ، لأجل إنقاذ الأرواح التي حوصرت تحت الأنقاض ، بخبرات مشهود لها على المستوى الدولي ، فلا غر أن أطلق عليه فريق الإنقاذ الأردني الدولي .
هذا الفريق الذي جاء تشكيله في اوائل عام 2003 ، نتيجة لإدراك جهاز الأمن العام أهمية أن يكون الاردن مستعدا دائما بحكم موقعه الجغرافي وسط كثير من بؤر الصراع والنزاع ، لمواجهة اية حوادث او كوارث سواء كانت بفعل الطبيعة او بفعل الإنسان ، للحد من نتائج وآثار تلك الحوادث وتداعياتها .
و منذ انشائه تميز هذا الفريق ضباط وافراد مؤهلين على مستوى دولي من انتزاع تصنيف المستوى الدولي الثقيل على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمرتين على التوالي ، بالإضافة الى حصول الفريق على المركز الأول على مستوى العالم في تمرين سيمكس عام 2018 والذي اقيم في سويسرا .
وقد شارك فريقنا الاردني هذا الذي نفاخر به ، في تقديم الدعم والمساعدة للعديد من البلدان حول العالم لمواجهة كوارث طبيعية او صناعية هذا الدور الذي يتمحور في تقييم طبيعة وحجم الكارثة والعمل على إنقاذ وإسعاف المصابين ، ومن ثم تقديم المعلوامات حول طبيعة الحادث وأثاره للسلطات المختصة ،و قد قدم الفريق خبراته للكثير من الدول حول العالم ، حتى أصبح عضوا في الهيئة الإستشارية الدولية لفرق البحث والإنقاذ الانسراك .
كذلك كان للفريق دور كبير في تقديم المساعدة والعون للعديد من الدول ممن تضررت بوقوع الزلازل ، فلقد قدموا الدعم والمساندة لأيران عام 2003 اثتاء تعرضها لزلزال ، كذلك ساهم بشكل كبير في تقديم الدعم لدولة باكستان في مواجهة تداعيات الزلزال الذي وقع على أراضيها عام 2005 .
ناهيك عن دور الفريق الريادي في تأهيل وتدريب مرتبات من دول مجلس التعاون الخليجي ، نظرا للكفاءة والخبرة الكبيرة التي يتمتع فيها الفريق على المستوى الدولي .كذلك عمل على تدريب مرتبات السلطة الفلسطينية على مهارات البحث والإنقاذ للتخفيف من آثار الكوارث وما ينجم عنها من دمار وانقاذ الضحايا والاشخاص المحاصرين تحت الانقاض .
هذه الكفاءة التي اهلت العديد من منتسبي هذا الفريق ليكونوا محكمين دوليين مصنفين كخبراء للتحكيم من قبل الأمم المتحدة ، للتحكيم على اختيارات وتصنيف الدول على مستوى العالم .
فريق البحث والإنقاذ الأردني الدولي شكرا لكم بحجم السماء ، انتم فخر لنا عملتم بروح الإنتماء والفداء لهذا الوطن الذي نعشق .