الحكومة تجر الأردن إلى الربيع العربي
*محمود الشمايله
بات من الواضح جدا أن الحكومة أصبحت عاجزة تماما عن الخروج من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها فيه و تعاطيها المؤسف مع قضايا الوطن ،ولا يتعدى دور وزرائها دخول مكاتبهم صباحا والخروج منها مساءا ويكتفوا بتعيين المستشارين فقط كما حدث مع وزير الصحة الذي أقدم مؤخرا على تعيين احد ضباط الجيش المتقاعدين مستشارا له براتب 2000 دينار مع العلم أن المستشار الجديد هو (مهندس زراعي ) مما يجعلنا نتساءل عن تعريف الفساد من وجهة نظر الحكومة ؟!! في الوقت الذي أصبح المواطن يقتات الفتات ليتجاوز شهر الرحمة.
بدأت خطوات مكافحة الفساد خجلة ومشكوك فيها أيضا ، بل وزادت من غضب الشارع الأردني الذي قابل الصمت الحكومي المدقع والاكتفاء بتجيش المواطنين لعمل موازنة بين المسيرات وندها ، ارتفع سقف المطالبة بالإصلاح حتى تجاوز الحكومة ومجلس النواب كما حدث في الكرك والسلط ومسيرة صرح الشهيد خلال الأيام الماضية .
هذا الصمت وتأخر إعلان البخيت عن ماهية الإصلاح وحجمه والى أي حد يمكن أن يمتص غضب الشارع يجعلنا نتساءل ما الذي تنتظره الحكومة أن يحدث خلال الأيام القادمة ولا يخفى على أحد أن قاعدة المعتصمين تتسع مع ارتفاع سقف المطالب والذي رافقه أيضا مزيدا من الابتزاز والشحن بقرارات حكومية تصل إلى جيب المواطن الذي أصبح عاجزا عن شراء نصف كيلو لحمة .
الشارع الأردني أصبح قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت ، والحكومة لم تفعل شيء إزاء هذا التصعيد واكتفت بسياسة تجييش المسيرات المضادة التي تراهن عليها والتي أثبتت فشلها في مصر ليبيا واليمن وسوريا ، عدا عن صفحات الفيس بوك والناشطون الذين سخروا أنفسهم للإساءة لكل من يكتب شيء عن الفساد أصبحوا منبوذين ومكشوفين للجميع غير أن بعضهم انضم إلى صفوف المطالبين بالإصلاح.
إلى السيد معروف البخيت إلا تعلم أن ثقافة الأردني بقول المتنبي:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
وفي الختام اسأل الله العلي القدير أن يحفظ الأردن من كل سوء ويحررنا من قبضة الفساد والمفسدين.