منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تجنح ايطاليا الي لليمين هذا ما اسفرت عنه نتائج الانتخابات البرلمانية عندما فاز حزب اخوة ايطاليا ب26% من مقاعد النيابيه والتى افضت لتكون اليمنيه المتشدده جورجيا ميلوني رئسية للحكومه الايطالية هناك وهى ما تعتبر الشخصيه (الهتلريه) كونها تنادي بالعرق الإيطالي دون مهاجرين وان كانت الاكثر عقلانيه فى جناح يمين لايطاليا والاتحاد الاوروبي كما يصفها الكثير من السياسيين كونها تقف مع اوكرونيا وتدعم تايوان لكنها تذهب تجاه اليمين فى الانجاهات الفوميه والدينيه وتشكل مزيج يجمع موسيليني مع برلسكوني فى مركزيه القرار الفاشيه .
سياسية ميلوني فى الخارجيه تقف مع البوليساريو وتؤمن بتعزيز الشراكه الاستراتيجيه مع الجزائر كونها المصدر الاساس للغاز والشريك الاستراتيجي لايطاليا ترنوا لاعادة تكوين منظومة حوض البحر الابيض المتوسط كما انها تعتبر الند لماكرون وتنافس فرنسا على زعامة الاتحاد الاوروبي وهو ما يجعل من روما تعود كلاعبه اساس فى السياسية الاوروبيه والعالمية بحضور اخوة ايطاليا فى بيت القرار فى روما .
فكما الجزائر ينتظر ان تكون مركزا للتحرك الإيطالي ينتظر ان تشهد ايضا ساحات ليبيا واثيوبيا ومالي تحرك فاعل للسياسيه الايطالية وهذا ما سيعيد خلط الاوراق فى كثير من الملفات الساخنه فى منطقه جنوب المتوسط كما فى اقليم حوض النيل الذى مازال يجافيه الاستقرار نتيجه تداعيات ملء سده النهضه مع اشتداد العمليات الاستخبارية فى حواضنة .
رئاسة جورجيا ميلوني للحكومة لايطاليا يتوقع ان تشكل حالة استقطاب فى الاتحاد الاوروبي بين المحور اليميني بزعامتها ومحور اليسار الاوروبي وهو ما سيسقط بظلاله على تيار الوسط الذى حكم اوروبا بعد الحرب العالميه الثانيه كما يتوقع ان يسحب فتيل الازمه الاوربيه الروسيه التى كان يؤيدها تيار الوسط الاوروبي من قبل .
لكن ا شد انتباه المتابعين حجم الترحيب الذى ابدءه قيادات من الحزب الجمهوري الامريكي لانتخاب جورجيا ميلويني للحد الذى اعتبرته بعد قيادات الحزب انها تشكل الطرف الكاثولوكي المناصر لترامب البروتسنتي فى الانتخاب القادمة بسياساتها اليمينيه التى ستكون مناوءه للسياسات اليساريه التى يتزعمها الحزب الديموقراطي الامريكيه بسياسيه .
وعلى الرغم من مسعى الاداره الامريكية لاعادة بناء منظومة جديده للسياسية الدولية قائمه بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الا ان انتخاب ميلودي سيشكل فاصله فى السياسات الخارجيه القائمه على قيادة العالم وسيكون له تاثير على البرنامج الذى تقوده الاداره الديموقراطيه بالحد من التمدد الروسي وتقليص النفوذ الصيني فى التجاره العالميه .
الامر الذى يجعل من وصول جورجيا ميلوني لسدة الرئاسه الايطالية يشكل مغير جيوسياسي يحمل تاثير على السياسيه الخارجيه للاتحاد الاوروبي كما يتاخذ عناوين جديدة تجاه القضايا العالميه الساخنه وكما تجاه القضايا العربيه المركزيه منها والمتحركة .وهو ما يجعل من روما تعود لتشكل مركز جيوسياسي لبيت القرار السياسي فى الاتحاد الاوروبي .
د.حازم قشوع