زاد الاردن الاخباري -
تشهد محافظة البلقاء، تحركا رسميا على كافة المستويات، لمحاولة رصد وحصر المباني التي قد تكون آيلة للسقوط بسبب قدمها وعدم عمل صيانة وترميم لها، الأمر الذي يشكل خطرا على قاطنيها.
ووفق ما اكدت مصادر رسمية وأخرى مطلعة، فإن التحرك برز في أعقاب الحادثة المؤسفة التي شهدتها منطقة اللويبدة في عمان مؤخرا، وراح ضحيتها 13 شخصا إثر انهيار مبنى سكني.
وقالت المصادر، إنه لا توجد إحصاءات رسمية في المحافظة حول عدد تلك المباني، لا سيما أن الكثير منها هي ملكيات خاصة، فضلا عن انتشارها بمناطق عديدة، لافتة إلى وجود مئات المباني التراثية التي يواجه بعضها خطر السقوط.
وأضافت، أنه وفي السلط وحدها يوجد أكثر من 650 بيتا تراثيا بعضها ممتلكات خاصة والبعض الآخر ممتلكات عامة، حيث بدأت بلدية السلط الكبرى بالتعامل مع عدد منها "آيل للسقوط” بالتنسيق مع جهات أخرى معنية، في أعقاب "حادثة اللويبدة”، مؤكدة في هذا السياق أهمية إيجاد خطة استراتيجية تضمن الاستغلال الأمثل للمباني التراثية وعدم ترك الكثير منها مهملا ومهجورا.
وفي مواصلة الحديث عن المباني التراثية، فقد أشارت المصادر إلى أن مدينة الفحيص، تعد هي الأخرى إحدى أبرز مناطق المحافظة التي تضم بيوتا تراثية، لا سيما فيما تعرف بالبلدة القديمة، مؤكدة أن متصرف لواء ماحص والفحيص، سطام المجالي أصدر قبل أيام كتابا رسميا موجها لبلديتي الفحيص وماحص، للكشف على الأبنية الآيلة للسقوط، والتي تشكل خطرا على الأرواح، وتحديد مواقعها حتى يصار إلى تشكيل لجنة بعضوية الجهات المعنية ذات العلاقة للكشف عليها وإقرار التوصيات اللازمة وبالسرعة الممكنة، وذلك عطفا على كتاب رسمي سابق لمحافظ البلقاء الدكتور فراس أبو قاعود بذلك الخصوص.
رئيسة جمعية بيت التراث والفنون في الفحيص، أليدا مضاعين، تقول "يوجد في مدينة الفحيص وخصوصا في البلدة القديمة عدد من البيوت التراثية القديمة، منها ما تزال مسكونة من أهلها ومنها أصبحت بيوتا للثقافة والمؤسسات والجمعيات التي تهتم بالتراث والفنون”.
ولفتت مضاعين إلى أن "هناك بيوتا مهجورة بحاجة إلى ترميم وصيانة حتى تستخدم كبيوت للحرف اليدوية أو متاحف أو مطاعم سياحية، وهنا يجب أن تتضافر الجهود بين البلدية والوزارات المعنية للحفاظ على هذا الإرث المعماري الجميل الذي يحيي فينا عبق الماضي وتاريخ أجدادنا”.
ودعت مضاعين المجلس البلدي في الفحيص إلى "استملاك جميع البيوت المهجورة وإعادة ترميمها واستخدام هذه البيوت بالشكل الصحيح”، معتبرة أنها "عندما تكون ملكا للبلدية، نضمن بأنها سوف تدوم مئات السنين وتصبح ملكا للجميع وتستطيع المؤسسات وكذلك الأفراد استغلال هذه البيوت بما يضع الفحيص على خريطة السياحة الأردنية والعالمية، لذا نطلب من المجلس البلدي إعادة النظر في البلدة القديمة والاهتمام بها سياحيا”.
وقالت، "من المعروف بأن مدينة الفحيص لهل خصوصيتها ويجب الحفاظ على هذه الخصوصية ونحن كجمعية بيت التراث الفنون من أحد أهدافنا الحفاظ على هذه البيوت، وسوف نعمل جاهدين على أن نكون طرف بالحفاظ على هذا الإرث الذي يعكس هويتنا الثقافية والوطنية”.
وبالعودة إلى المصادر، فقد شددت على ضرورة تعاون مالكي المباني المعرضة للسقوط وساكنيها، بإبلاغ الجهات المعنية والمختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وكذلك ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة والآمنة عند الشروع بأي أعمال صيانة لضمان عدم تعرض المباني لخطر السقوط.
وبهذا الصدد، أشارت المصادر إلى أن البلديات لا تملك صلاحية هدم أو ترميم المباني ذات الملكيات الخاصة، تبعا لقانون حماية التراث العمراني والحضري المعمول به.