زاد الاردن الاخباري -
بعد كل الحرائق المشتعله في بلادها، وجريمة انفجار مرفأ بيروت التي كادت تنسف بيروت بكاملها ،وتداعياتها ،الفظيعه والمروعه ،على اهلنا اللبنانين ،والانهيار الاقتصادي وغلاء الاسعار الفاحش ،وتكرار غرق المهاجرين اللبنانيين، خيم الظلام الدامس على لبنان بكامله ،وحياة مواطنيه.وبعد رحيل غالبية رموز لبنان الثقافيه المعروفه ،وتغييب دور الشخصيات الادبيه والثقافيه الأخرى،أنتقل اعداء لبنان والثقافة والعرب إلى إستهداف اخطر وأكبر هدف كانوا يرومون تحقيقه ،هو تعطيل دور لبنان الادبي والأبداعي، و قتل هويته الثقافيه،لكون بقتلها، وهي آخر ما تبقى من وجه لبنان الناصع البياض، ودوره الريادي والمشرف ، الذي عرف به،يقتل لبنان ،تماما، ويضيع وإلى الابد.لكن الكبيره رندا البنا ،الاديبه القديره ،والإنسانه النبيله رفضت ان تستسلم لكل هذه المحاولات، البغيضه والمقيته،وأبت بكل عزم واصرار ان يقع بلدها ضحية لمكائدهم الهدامة هذه ،وملأت المشهد الثقافي والادبي اللبناني ،إبداعا ونشاطا وإشراقا وحركة متواصله ،لا تهدأ ،وكانت البديل اللامع لكل الشخصيات الثقافيه الوطنيه التي رحلت ،واستقطبت باسلوبها الرفيع والفريد ،ورقيها وقوة عشقها لوطنها وشعبها وللخلق الشعري الفذ، والكلمه المؤثره، والنصوص الهادفه المشعه ،ما بقى من قامات ادبيه وثقافيه وتضمهم إلى منتدى نجوم واصدقاء، الذي سارعت إلى تأسيسه،وهي خطوة هامة ،كبيره ونبيله، اسعدتنا جميعا، بعد ان باتت غالبية وسائل الإعلام تشوبها الف شائبة وشائبه ،بل هي باتت احد ،وابرز عوامل ما اصاب المشهد الثقافي من إنحدار وتشويه ،ليكون مشروع بعث المشهد الثقافي من جديد ،وتجديده ،وازدهاره ،سليما من كل الوجوه،لينهض بدور كل المنابر الثقافيه والشعريه والادبيه الرصينه التي غابت او غيبت ،ويكون بديلا عنها،في بعث وإنعاش الساحه الثقافيه اللبنانيه، وتواصل دور لبنان الإشعاعي، وبالتالي حظي بإعجاب المواطن العربي حيثما كان،ومن ضمن هذه القامات الادبيه والثقافيه البارزه ،شاعر الميناء المعروف مصطفى غنيم ،والشاعر الشيخ الجليل علي جميل، الجميل في إبداعه ،وهندامه العربي المميز، القريب إلى قلوبنا جميعا،وغطاء رأسه الناصع البياض، كبياض قلبه وقلب رئيسة المنتدى واسرته، والشاعره المتألقه دوما غاده والاعلاميه البارزه ساره زيتوني والسيده سفيرة السلام غاده شرف الدين شهيب والسيده سوسن شهيب والمتالق انطوان سعاده ،والاستاذ عدنان نويهض والمصور المحترف هيثم صعب،بينما كان حضور المصور الشاب، الفنان المبدع، عمر البنا لافتا ،ومميزا حقا بلمساته الفنيه ،والجماليه البارعه، مما اضفى على الاحتفاليه المزيد من البهجة والدهشة والألق .كما حضرها نخبة من متذوقي الادب الرفيع ،نعم نجحت في تحقيق كل ذلك ،بل واكثر منه،وهكذا عادت من جديد صور العطاء والاشراق والبهجه والابداع تتدفق من لبنان وبالتحديد من منتدى نجوم واصدقاء، المنبر الثقافي الاشهر،ليس للبنانيين وحدهم ،بل وللعرب كلهم ،وللعالم ،وتدخل البهجة والمسرات على قلوبهم ،كما كانت من قبل ،بل واكثر رقيا ،وعمقا ومضمونا ،رغم كل الفواجع التي حلت بلبنان ،وما اكثرها واوجعها على قلب كل مواطن لبناني وعربي ،وعلى قلبها المفجوع اصلا، برحيل زوجها الطيب ،المنبت والاصل، وتحملها مسؤولية تربية ابنائها ،في ظل الظروف المريره ،الشاقه والعسيره ،التي يمر بها لبنان ،منذ عقود طويله ،وتفاقمت بشكل مروع في الاعوام الاخيره ،وقد نهضت بدورها ،على افضل واكمل الوجوه ،ونتمنى على الدوله ان تنهض هي بدورها، إتجاههم ايضا،فهم اهل بناء ،لا هدم ،وبمثلهم تبنى الاوطان،وترتقي وتتقدم، لا بنقيضهم .من الاكيد ان رحيل الزوج الحنون، اقسى وامر، من رحيل الزوجه اولا ،ولما تتمتع به من مشاعر مرهفه، ووجدان ثر ،وعمق احساس، ورقي ولطف ،ضاعف من وقع الماساة عليها،وليس هذا كل ما تحفل به شخصية هذه الاديبه الكبيره، والإنسانه النبيله حقا ،رندا البنا،بل ما من فاجعه ونكبه حلت ببلدها إلا وفجعتها، بشكل يفوق وجع كل من فجع بها ،ومنحتها حقها ،من ذاتها وابداعها، وتفاعلت معها بعمق وألم ممض ،كتبت عن حالة ولاده حصلت في ظلام كامل على ضوء الهاتف الخلوي ،عقب انفجار المرفأ، وعن كل المناسبات الحزينه ،ونكبات بلدها، واهلها، وهذا ما يميزها عن غيرها، ممن يطربون واهلهم يذبحون يوميا ،وهذا ليس من الفن والثقافه والادب في شيء ،وليس من سمات الفنان والاديب فعلا ،بل من سمات نقيضهما .وعرف عنها تصديها بكل ،حزم وحده ،للطائفيه المقيته، التي دمرت البلد في ذروة احتدامها، وكتبت عن عيد استقلال لبنان ،وعن عيد الجيش ،وكل المناسبات الوطنيه المعروفه،وبهذا باتت رمزا حقيقيا ،من رموز لبنان الكبيره فعلا، والخالده فعلا .ولم، ولن اشعر بالاسف في يوم ما عن الكتابة عنها ،أويخيب أملي بها، بل بقيت كما وعدتنا ،ووعدت لبنان وشعبها ،بل وتضاعفت قناعتي بها اكثر،هذا الرمز اللبناني البارز،متميز حقيقية، وفعلا يختلف عن كل رموز لبنان الأخرى ،واستشهد بنصها الخالد 'عم بيقولوا لبنان قطعه من السما ،وانا عم باقول بالعكس السما قطعه من لبنان 'وهكذا كانت المبدعه رندا البنا ،وستبقى نور ساطع، في ظلام دامس،نور ادبي وشعري وثقافي وإنساني ،غطى كل مساحة لبنان والامه ،حتى قلبت ذاك الظلام الدامس إلى نور ساطع،ايتها الكبيره ،الاديبه،والإنسانه النبيله، يبقى لبنان في القمة والقلب ،مابقيت وتبقين