زاد الاردن الاخباري -
بعد 17 يوما من الاحتجاجات الغاضبة على وفاة الإيرانية، مهسا أميني، في إيران خرج المرشد الأعلى، علي خامنئي، الاثنين، عن صمته معربا عن دعمه القوي لعناصر الأمن، التي تتعامل بعنف مع التظاهرات التي قال إنه لم ينظمها "إيرانيون عاديون"، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف خلفها.
وتعتبر الرئيس الاستشاري لمنظمة الجاليات الأميركية الإيرانية، رامش سيبراد، في حديث لموقع "الحرة" أن حديث خامنئي اليوم بعد 17 يوما من الصمت إزاء هذه الاحتجاجات المستمرة في جميع أنحاء البلاد، "يظهر مدى سوء تقديره لعزم الشعب الإيراني على الإطاحة بنظامه".
لكن ظهرت بعض الفيديوهات بعد حديث خامنئي، متضمنة هتافات تستهدفه شخصيا حيث هتف طلاب في المدارس وآخرون في بعض الجامعات "الموت للديكتاتور".
وعلى عكس شاوردي، فإن سيبراد، ترى تأييد خامنئي للشرطة "دعوة لمزيد من القمع وهي عبارة عن سكب مزيد من الزيت على نار الاحتجاجات المناهضة للنظام"، مضيفة أنها حصلت على فيديوهات لمظاهرتين، أحدهما في مدرسة ثانوية حيث مزقت الطالبات صور مؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله الخميني، كما هتفت "الموت للديكتاتور"، والآخر من أمام جامعة الشريف للتكنولوجيا.
تظاهرة لطالبات في مدرسة ثانوية تمزق صور الخميني وتهتف ضد خامنئي
ووفق ما أفادت به وكالة "مهر" للأنباء، أعلنت جامعة الشريف أن "كل الدروس ستتم افتراضيا اعتبارا من الاثنين (..) نظرا إلى أحداث سجلت مؤخرا وضرورة حماية الطلاب".
ونظمت منظمة الجاليات الأميركية الإيرانية، تظاهرة مساء الاثنين، في العاصمة الأميركية واشنطن، للاحتجاج على تعامل النظام الإيراني مع التظاهرات التي تتصاعد في البلاد.
وبدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال جنازة مهسا أميني (22 عاما) في 17 سبتمبر الماضي، ببلدة سقز في كردستان الإيرانية، وتحولت إلى أكبر استعراض لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات، إذ دعا كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود، وفقا لرويترز.
التظاهرات في إيران
التظاهرات في إيران
ولم تهدأ الاحتجاجات على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية.
ووفق حصيلة جديدة أعلنتها منظمة حقوق الإنسان في إيران فإن أكثر من 92 شخصا قتلوا في إيران خلال أسبوعين من الاحتجاجات.
ويرى المحلل السياسي الإيراني، حسن هاشميان، أن خامنئي بتصريحاته "يحاول تجاهل حقائق أنه هو المسؤول عما حصل للشعب الإيراني حتى الآن من كوارث اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية"، معتقدا أن "هذه التصريحات ستغضب الشارع أكثر، وتؤجج الاحتجاجات والمعارضة لشخص خامنئي وسلطاته وسياساته الداخلية والخارجية".
وقال هاشميان في تصريحات لموقع "الحرة"، إن "خامنئي يموه على حقائق رئيسية أن هناك نظاما فرض سياسات كارثية على المجتمع الإيراني ولا يقبل مسؤولية هذه السياسات وتداعياتها وبدلا من ذلك، يقول إن حتى المعارضين موافقين لسياسته، وإنما هناك قلة تدار من الخارج وبالتحديد الولايات المتحدة وإسرائيل كما قال خامنئي"، مضيفا أن "هذه الطريقة لمعالجة الأمور تغضب الشعب أكثر وأكثر".
"ثورة"
ويروج النظام الإيراني شائعات بأن المتظاهرين يشكلون فئة قلية من الشعب، لكن سيبراد تعلق بأن "الناس في إيران يقولون الآن إنهم يسمونها ثورة وليست احتجاجا، لذلك من واجب واشنطن وعواصم أخرى الاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه وإسقاط هذا الاستبداد الديني بكامله".
واعتبر هاشميان أن حديث البعض عن أن المحتجين عبارة مجموعة قليلة "أكاذيب وتمويه على الحقائق"، مضيفا أنه "بعد أسبوع من المظاهرات الشعبية التي رأيناها، النظام الإيراني دعا موالينه وحشدهم خلال أسبوع كامل، لمظاهرات مضادة من خلال إعلانات تلفزيونية وعلى كل الإذاعات، ولكن بعد أسبوع لم نر إلا قلة قليلة جدا تتظاهر لتأييد النظام، في حين كانت الاحتجاجات في كل أنحاء إيران رغم محاولات قمعها بالقوة".
وطالب هاشميان النظام الإيراني بالسماح للناس بالتظاهر بحرية بدون وسائل قمع وقتلة في الشوارع وبدون تهديد ووعيد، "حينها سترون الملايين في الشوارع".
ويقول: "النظام فشل حتى في حشد مظاهرات المضادة والآن يتحدثون بهذه الأكاذيب"، مضيفا أن "الملايين نزلت بالفعل فيكل المحافظات تقريبا و400 مدينة".
التظاهرات بدأت في كردستان إيران لكنها انتشرت في معظم محافظات البلاد
التظاهرات بدأت في كردستان إيران لكنها انتشرت في معظم محافظات البلاد
وقال موجها حديثه للنظام الإيراني: "إذا المعارضة قليلة أو ضعيفة لماذا تخافون وتختفون وتحظرون الإنترنت وتملؤون السجون بالمعارضين".
اتهامات للخارج
ويتهم خامنئي ما يسميها جهات خارجية بالوقوف وراء التظاهرات في البلاد، لكن هاشميان يقول إن "النظام الإيراني يمنع معظم الوكالات الأجنبية أساسا، وكثير من الفضائيات إلا قلة قلية جدا، في مقابل أن كل الوكالات الرسمية لإيران موجودة في الولايات المتحدة، والناس تتظاهر أمام البيت الأبيض والكونغرس ولم يتم قطع الإنترنت أبدا حتى أثناء الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد ولا اقتحام الكونغرس".
وأضاف "هذه أكاذيب وشماعات لا تنطوي على أحد واحتقار للعقل الإنساني عندما يتحدثون بهذا الشكل".
"أعمال شغب"
واتهم خامنئي في حديثه بعض المتظاهرين بإثارة الشغب، وقال: "بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع"، مضيفا أنه كانت هناك "أعمال شغب" مخطط لها.
لكن هاشميان يقول إن كل الصور والفيديوهات التي تأتي من إيران توضح من يقتل الأبرياء بالطلقات الحية.
وأضاف أن "النظام لا يسمح للناس بالتعبير عن نفسها ولا حتى منظمات المجتمع المدني منذ 40 عاما، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية سيئة للغاية، كل هذه التراكمات تنفجر الآن بقضية مهسا أميني".
ويسخر هاشميان من النظام الإيراني ومؤيديه قائلا "أليست ثورة الخميني جاءت من خلال الشارع، هل الشارع مقدس لكم لكنه حرام على غيركم".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستفرض تكاليف إضافية هذا الأسبوع على الإيرانيين المسؤولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين الذين يحتجون على الحكومة الإيرانية بعد وفاة مهسا أميني.
وقالت الحكومة الكندية إنها فرضت عقوبات جديدة على إيران، الاثنين بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان.