زاد الاردن الاخباري -
في يوليو الماضي، قال حاكم سفيردونيتسك الأوكرانية سيرهي هايداي إن القتال للسيطرة على المدينة تسبب بمقتل "أكبر عدد من القديروفيين" منذ بداية المعارك في فبراير.
وحتى ما قبل هذا التصريح، كان القديروفيون، وهم مجموعة شبه عسكرية شيشانية شكلها الرئيس الشيشاني السابق، أحمد قديروف، معروفة على نطاق واسع بكونها "قوة مخيفة يثق بها بوتين بشكل كبير"، وأكسبتها نشاطاتها موقعا على قائمة العقوبات الأميركية باعتبارها "منظمة تقوم بفظائع ضد الإنسانية".
ويعني المصطلح " Кадыровцы (قديروفتسي)" باللغة الروسية "اتباع قاديروف" وعمل أفراد المجموعة التي تأسست عام 1994 لحماية رئيس جمهورية الشيشان، لكن المصطلح يستخدم بشكل شائع في البلاد لوصف أي رجل شيشاني مسلح تحت سيطرة الرئيس، رغم أن المجموعة المسلحة "اسميا" تحت مظلة الحرس الوطني الروسي، وفقا لموقع Military History.
والمنظمة أو الميليشيا كما يطلق عليها الإعلام العالمي متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، مثل "الاختطاف والاخفاء القسري والتعذيب والقتل"، ويقول الموقع إن الجماعة تنزل العقوبات "خارج نطاق القضاء" لتدعيم حكم قديروف الاستبدادي، وهي تشبه "جيشا مملوكا لقديروف" أكثر مما هي منظمة عسكرية رسمية.
ويقول الموقع إن "المنظمة تتفوق الآن على المتمردين الجهاديين بصفتها المنظمة الأكثر رعبا بين السكان المدنيين في الشيشان".
وبالإضافة إلى الشهرة المحلية، شاركت المجموعة في النزاعات الدولية بما في ذلك الحرب الأهلية السورية في عام 2017 وهي تشارك في الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وفقا للموقع.
لدى الزعيم الشيشاني 14 ولدا، وفقا لموقعه الإلكتروني الرسمي
قاتلت الروس
بدأت المنظمة نشاطاتها كمنظمة مناوئة للوجود الروسي في الحرب الشيشانية منتصف التسعينيات.
وأعلن إنشاؤها بعد فترة وجيزة من إعلان جمهورية الشيشان، وسطع نجم رئيسها أحمد قاديروف، الذي كان في ذلك الوقت أحد أتباع "جوهر دوداييف"، التحرري الشيشاني الذي قتل عام 1996 بعملية اغتيال.
وفي ذلك الوقت، كانت الميليشيا تشكل من التحررين الشيشان المناوئين للروس، وبرز قديروف في حكومة دوداييف وعين مفتيا للشيشان عام 1995، وبعد مقتل دوداييف تمكن الإسلاميون من السيطرة بسرعة على البلاد وعين الرئيس أصلان مسخادوف حكومة قائمة على الشريعة الإسلامية وأعلن الشيشان جمهورية إسلامية.
وبعد انشقاق قاديروف ومقاتليه وانضمامهم إلى الروس في القتال، وسيطرة الروس على البلاد عام 2000، عين بوتين صديقه قاديروف رئيسا للبلاد حتى اغتياله عام 2004 وتولي ابنه، رمضان، الحكم.
في ذلك الوقت ارتفع اعداد الميليشيا إلى أكثر من 7 آلاف مقاتل، لكنهم لم يكونوا جزء من القوات الرسمية الشيشانية وعملوا بشكل مستقل.
وفي في 29 أبريل 2006 ، حل رمضان قديروف رسميا جهازه الأمني ، قائلا على شاشة التلفزيون إن "هذه الهياكل لم تعد موجودة، وأولئك الذين يطلقون على أنفسهم اسم قاديروف هم محتالون ويجب معاقبتهم وفقا للقانون".
وأدمج المقاتلون في هيكل القوات الرسمية للحكومة الشيشانية، حتى أن قادة الميليشيا أصبحوا من قادة الحكومة الشيشانية الحاليين.
وبعد دمج الميليشيا، وانضمامها إلى مظلة الحرس الوطني الروسي، حصل أفرادها على أسلحة ثقيلة مثل الدبابات والمدافع.
القتال في أوكرانيا
وبحسب قديروف، فإن نحو ألف من رجاله يقاتلون في أوكرانيا. هذا الرقم لم يتم التحقق منه. ولا يُعرف حتى أين ينتشر الشيشان في أوكرانيا، بالضبط، على الرغم من أن صورا نشرت للمقاتلين الشيشان في ماريوبول وخيرسون وضمن الرتل الذي كان متوجها لاحتلال كييف، وفشل في ذلك.
"الحرب النفسية"
ومؤخرا، قال رمضان قاديروف إن ثلاثة من أبنائه المراهقين سيلتحقون بالقتال في أوكرانيا حيث دعا إلى استخدام الأسلحة النووية.
وقال قديروف على تلغرام إن أبنائه، أحمد وإيلي وآدم، الذين تبلغ أعمارهم على التوالي 16 و15 و14 عاماً، كانوا يتلقون تدريبات عسكرية منذ "فترة طويلة" لتعلم كيفية استخدام "مختلف أنواع الأسلحة".
وفقًا للخبير السياسي أوريلي كامبانا، الذي تحدث لفرانس برس، فإن نشر أفراد الميليشيا هو جزء من "الحرب النفسية" الروسية على أوكرانيا.
وقال كامبانا إن الاعلان عن دخول قوات قديروف الحرب والدعاية التي تحيط بها جزء من هذا الجهد لزعزعة استقرار العدو".
وأضاف أن "إشراك القوات الشيشانية يعمل على تغذية الخوف بين السكان الأوكرانيين".
وفي بداية الحرب، ترددت شائعات مفادها أن بوتين أرسل الشيشان لقتل الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وكان قديروف قد قال بنفسه إن زيلينسكي سيكون قريباً "الرئيس السابق لأوكرانيا".
ومع ذلك، غالبًا ما يسخر الرئيس زيلينسكي من القديروفيين في خطاباته اليومية إلى أمته.
وقالت فرانس برس إن وجود الشيشان أيضا يعمل على "ترويع" القوات الروسية نفسها، وتحذيرها من الهروب من المعركة.
وتنقل عن الخبير السياسي الروسي أليكسي مالاشينكو قوله إن "بوتين يثق بهم تمامًا"
العقوبات
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المجموعة في ديسمبر عام 2020 بتهمة ارتكابها "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".
وقال بيان الوزارة إن اسم رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان، أدرج بصفته قائدا لمنظمة القديروفيين التي شاركت في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان أو شارك أعضاؤها فيها.
وأضاف أن قديروف والقوات التي يقودها، والمعروفة باسم قديروفتسي، متورطون في قتل بوريس نيمتسوف، وهو سياسي معارض للرئيس لبوتين، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وفي 20 ديسمبر 2017 ، ذكر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قديروف "بكونه مسؤولا عن القتل خارج نطاق القضاء أو التعذيب أو غيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة ضد الأفراد الذين يسعون إلى فضح النشاط غير القانوني الذي يقوم به مسؤولو حكومة الاتحاد الروسي، أو للحصول على حقوق الإنسان والحريات المعترف بها دوليا أو ممارستها أو الدفاع عنها أو تعزيزها، مثل حرية الدين والتعبير وتكوين الجمعيات والتجمع، والحق في محاكمة عادلة وانتخابات ديمقراطية، في الاتحاد الروسي.".
واتهمت الوزارة المنظمة، بالعمل بتوجيه من قديروف في "أنشطة فظيعة" تشمل اختطاف وتعذيب وقتل أفراد من مجتمع الميم في جمهورية الشيشان والاختطاف غير القانوني والتعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء وغيرها من الانتهاكات، بما في ذلك احتجاز الصحفيين والنشطاء.
وأدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية ست شركات تابعة لقديروف في قائمة العقوبات مع خمسة من أعضاء شبكته.