أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قرار حكومي جديد حول ضريبة السيَّارات الكهربائيَّة أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانياهو المرصد العمالي: الحد الأدنى للأجور لا يغطي احتياجات أساسية للعاملين وأسرهم الديوان الملكي: الأردن يوظف إمكانياته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ترمب يرشح الطبيبة الأردنية جانيت نشيوات لمنصب جراح عام الولايات المتحدة تفاصيل جريمة المفرق .. امرأة تشترك بقتل زوجها بعد أن فكّر بالزواج عليها الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية قريبا الإبادة تشتد على غزة وشمالها .. عشرات ومستشفى كمال عدوان تحت التدمير ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44.176 شهيدا الأردن .. تشكيلات إدارية بوزارة التربية - أسماء السعايدة: انتهاء استبدال العدادات التقليدية بالذكية نهاية 2025 زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 المملكة على موعد مع الأمطار وبرودة ملموسة وهبات رياح قوية يومي الأحد والإثنين مذكرة نيابية تطالب الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور الأردن .. 3 سنوات سجن لشخص رشق طالبات مدارس بالدهان بعمان اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات. أوروبا "مستعدة للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع واشنطن أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البيت الأبيض: بايدن وماكرون بحثا الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان
الصفحة الرئيسية أردنيات الأمير الحسن بن طلال: وقفة مع ميلاد خاتم...

الأمير الحسن بن طلال: وقفة مع ميلاد خاتم النبيين: عندما تجتمع المودة والمحبة

الأمير الحسن بن طلال: وقفة مع ميلاد خاتم النبيين: عندما تجتمع المودة والمحبة

09-10-2022 12:20 AM

زاد الاردن الاخباري -

لم يكن ميلاد المصطفى كميلاد سائر العظماء وإنما كان ميلاده ميلاد حضارة امتد عطاؤها من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة. وطالت إشعاعاتها العلمية والروحية ما جاورها من ثقافات وتلاها من مدنيات.

تتجلى عبقرية المصطفى في قدرته على الجمع بين أنوار العرفان ومكارم الأخلاق، وبين الرحمة والسماحة والقوة والعدل، فكان مثالا للإنسان الكامل الذي وصفه الخالق عز وجل بأنه"رحمة للعالمين" واستحق بكل جدارة أن يكون " خَاتَمَ النَّبِيِّينَ".

لم تتوقف دعوة المصطفى على تقديم أفكار إصلاحية نظرية وإنما سعى بكل وسعه الى إقامة مجتمع إنساني عادل وقوي ومتراحم. فكانت دعوته أنموذجا للأيمان "الفاعل" الذي يجمع بين الايمان والعمل، ويسعى إلى تزكية النفس وبناء المجتمع، واخلاص العبودية لله وتحرير العقل والارادة، وإشعال جذوة الروح وتحفيز الهمم والعزائم.
لقد قدم المصطفى للبشرية أنموذجين مترابطين، أولهما على المستوى الفردي حيث كان مثالا حيّا للايمان بالله والعمل الصالح، والسعي في مناكب الارض والضرب في أرجائها بكل عزم وقوة وإصرار. والانموذج الثاني يتمثل بالمجتمع الانساني الذي أقامه النبي في المدينة المنورة، وهو أنموذج يجعل المسلم أكثر ايمانا بإمكانية النهوض والتغيير ومواجهة التحديات والصعوبات التي تعيق بناء المجتمعات واصلاحها.

ما نريد استحضار من ميلاد المصطفى هو بناء "الشخصية المؤمنة" التي تفقه الواقع ومشكلاته وتنتقد الافكار والمقولات الخاطئة التي يتوارثها الناس عن آبائهم دون تدبر ولا تفكر، وهي كذلك شخصية تواصل العمل والبناء وتقبل كل ما هو صحيح ونافع وترفض كل ما هو خاطئ وضار.

من نعم الله على البشرية أنه جعل الانبياء من بني البشر، يمشون على الارض يأكلون ويشربون ويتحدثون بلسان أقوامهم ويعيشون ويتألمون ويموتون، فقد أرسلهم الله إلينا من أنفسنا ومن داخل مجتمعاتنا حتى يكونوا أسوة حسنة لنا جميعا {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة: 128) ومن لطائف المعاني التي اشتملت عليها الآية السابقة ما جاء في كتب التفسير أنه "قرأ: من أَنفَسِكُم، من النفاسة أَي: من أشرفكم وأفضلكم". وقَوْله تعالى: (عَزِيز عَلَيْهِ مَا عنتم) أَي: يعز عَلَيْهِ مَا يشق عَلَيْكُم، وَلِهَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث: بعثت بالحنفية السمحة".

لقد اجتمعت المودة والمحبة في ذات واحدة وهي شخصية المصطفى عليه الصلاة والسلام، فمحبته تتوسط محبة الله تعالى ومحبة أهل البيت الأطهار، كما يقول عليه الصلاة والسلام: "أحِبوا اللهَ لما يغْذوكم من نعَمِه، وأحِبُّوني بحُبِّ اللهِ، وأَحِبُّوا أهلَ بيتي بحُبِّي"(رواه الترمذي).

 يعلمنا القرآن أن المودة تبدأ من ذوي القربى "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ" (الشوى:23) والمعنى الأول للقربى هم آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، الذين يمثل حبهم فريضة على كل مؤمن ومؤمنة، كما يقول الإمام الشافعي:

يا آل بيت رســول الله حبـكـم فرض مـن الله فـي القرآن أنزلـه يكفيكم من عظيم الشأن أنـكـم من لم يصلي عليكم لا صلاة لـه.

ومن مظاهر عظمة المصطفى "عالمية رسالته" فهو لم يخاطب مجموعة عرقية أو أقلية قومية أو فئة طائفية وإنما خاطب الناس أجمعين، ولذلك نجد اليوم قوميات كبيرة قد آمنت برسالة الاسلام واتبعت تعاليمه كالعرب والفرس والترك والكرد والبربر وكثير من القوميات في شرق آسيا وفي إفريقيا، وهؤلاء جميعا يمثلون "أمة الاستجابة" الذين تقع عليهم مسؤولية الدعوة الى الايمان وفضائل الاخلاق جنبا الى جنب مع مسؤولية النهوض بالمجتمعات وتطوير العلوم والمعارف. فالحديث عن الهداية الايمانية، دون بناء مجتمع عادل ومنتج يسهم في تطوير الحضارة الانسانية، لا يجسد حقيقة الرسالة الاسلامية التي جاءت لإعمار الأرض وتحقيق "الحياة الطيبة" للجميع بكل ما تشتمل عليه هذه الحياة من معاني ومجالات اجتماعية واقتصادية وعلمية وبيئية.

تستوجب مسؤولية الأمة التي تتصدر مهمّة الدعوة أن تعبّر عن رسالة الاسلام ورقي تعاليمه وأن تعتصم بحبل الله ولا تستبيح التنازع والفرقة والانقسام. ولعل ما يحدث اليوم من نزاعات وانقسامات بين أبناء الأمة الاسلامية يمثل أكبر إساءة الى صورة الاسلام وروحه التوحيدية.

إن ما تعانيه أجيالنا اليوم من ابتعاد عن روح الايمان وقيمه الجوهرية هو نتيجة ما جناه الجهل والغللو والتعصب وما فرضته العولمة من مشكلات واختلالات، كالنسبية الاخلاقية وضياع الهويات الثقافية، وتهميش الشأن الديني وما نتج عن ذلك من "إلحاد صامت" لا يسهل علاجه. إننا نعيش اليوم في ظروف صعبة تحتاج إلى إعادة توجيه البوصلة بحيث تكون روحانية ووجدانية، خاصة ونحن أمام تصاعد الخوف من حروب كونية جديدة وكوارث وأوبئة تدمر الحياة على كوكبنا. وهذا ما يجعلنا بحاجة الى شجاعة أكبر من أجل الوجود والدفاع عن كرامة الجميع وحقهم في الحياة الكريمة.

من أجمل تعاليم الرسالة التي جاء بها خاتم النبيين تركيزها على بناء الإيمان المشترك بالله الواحد الذي يمثل صلب العقيدة، ولذلك جاءت دعوة القرآن الكريم لكل اتباع الشرائع السماوية بأن يبحثوا عن الكلمة السواء والتي تبدأ من عبادة الله الواحد خالق كل شيء ورب كل شيء. "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ" (ال عمران 64) فالدعوة الى الاجتماع حول قاعدة الايمان تؤكد انفتاح المسلمين على اتباع الاديان وسعيهم في كل عصر للتحاور والتلاقي على كلمات "سواء" جديدة ترتقي بعلاقاتهم الدينية وتسهم في التعاون على كل ما فيه خير للبشرية جميعا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع