زاد الاردن الاخباري -
شهدت أسعار مشتقات الألبان البلدية في الطفيلة ارتفاعا ملحوظا في الأيام القليلة الماضية.
وعزا مربو ماشية ومواطنون ارتفاع الأسعار لكلّ من السمن البلدي والجميد أو اللبن المجفف، إلى جملة من العوامل التي أسهمت برفع الكلف عليهم وأدت بالتالي إلى ارتفاع أسعارهما على المستهلكين ومنها ارتفاع الأعلاف، وارتفاع كلف الرعاية الصحية للماشية، واستخدام الكثيرين للآلات الحديثة في عملية "الحلب" وصناعة الألبان والسمن والجميد.
وتعد تلك المشتقات من المواد الأكثر استهلاكا لدى شرائح المجتمع الأردني، خصوصا في المناطق الريفية؛ بسبب اعتيادهم على أنماط استهلاكية ترتبط باستخدامها في المناسبات الاجتماعية المختلفة كالأعراس والمآتم حيث تشكل أساسيات الطبق الأردني الشعبي "المنسف" إلى جانب أطباق أخرى.
ويرى مربو ماشية أن أسعار اللبن الجميد والسمن البلدي قد شهدت ارتفاعا على شكل قفزات متتالية، مشيرين إلى أنه ومنذ عشرة أعوام تضاعفت الأسعار بنحو أربع مرات عمّا هي عليه الآن.
وتعزو السيدة أمّ علي، التي تربي في حظيرة منزلها عشرة رؤوس من الأغنام وتعيل أسرتها المكونة من ستة أفراد، أسباب ذلك إلى تلاشي المراعي الطبيعية؛ بسبب توالي سنوات الجفاف الذي أحال كل شيء إلى عدم.
وتضيف أن مربي الماشية كانوا يعتمدون في معظم أيام السنة على المراعى الطبيعية من دون اللجوء لشراء الأعلاف التي باتت حملا ثقيلا يرزح تحته مربو الماشية في جميع المحافظات.
وتشير أمّ علي إلى أن كلفة الإنتاج ارتفعت بشكل مضاعف لمرات، حيث لم تكن أسعار اللبن البلدي الجميد أو السمن البلدي تصل إلى أكثر من ثلاثة دنانير للكيلو الواحد، ولم يصل سعر الكيلو الواحد من السمن إلى أكثر من أربعة دنانير، في حين وصلت الأسعار الآن إلى نحو 10 دنانير للكيلو الواحد من السمن البلدي أو اللبن على حد سواء، ما جعل العديد من المستهلكين يحجمون عن شرائهما والاستغناء عنهما، بل وشطبهما من قائمة المواد الاستهلاكية اليومية للأسرة الأردنية.
ويرى مربي ماشية، عزمي خليف، أن "العديد من العوامل أسهمت في رفع أسعار الألبان البلدية من السمن البلدي والجميد، ومن تلك العوامل تغيّر أساليب تربية المواشي التي باتت تتطلب عناية خاصة من خلال استخدام المطاعيم والعلاجات البيطرية التي زادت من النفقات، علاوة على استخدام آلات حديثة في "الحلب" و"الخض" وصناعة الأجبان وغيرها من المشتقات التي كانت تصنع بشكل يدوي لا تكلف إلا جهدا، ما أدى إلى رفع كلفة الإنتاج على المزارع، إضافة لما يواجهه من ارتفاع على أسعار الأعلاف؛ حيث وصل الطن الواحد من الشعير إلى نحو 145 دينارا، فيما مادة النخالة وصل سعر الطن الواحد منها إلى حوالي 97 دينارا ما يعني زيادة الكلفة التي ستنعكس طرديا على الأسعار".
وتعلل السيدة أم أحمد التي تربي عددا من رؤوس الأبقار في حظيرة منزلية ارتفاع أسعار الألبان بارتفاع أسعار المحروقات الذي أثّر سلبا وبشكل غير مباشر على حجم الاستهلاك من جميع المواد الغذائية، وظهر ذلك جليا على استهلاك مشتقات الألبان البقرية.
ويرى المواطن خالد عباس أن "معدل استهلاك الفرد في المناطق الريفية للسمن البلدي واللبن الجميد تراجع بشكل ملحوظ، ليضعف استخدامها في أغراض الطبخ المنزلي بسبب ارتفاع أسعارهما، لافتا إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن هاتين المادتين الغذائيتين في مناسبات كبرى كالأعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية، رغم ارتفاع أسعارهما لنحو 10 -12 دينارا للكيلو الواحد لكل منهما".
ولفت عباس إلى بحث المستهلكين عن سلع بديلة أقل كلفة كاللبن المستورد من دول شقيقة، والذي يتراوح سعر الكيلو الواحد منه بين 2.5-4.5 دينار.
الغد