أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بورصة عمان تنهي تداولاتها على ارتفاع أورنج الأردن تطلق العروض الأضخم لعام 2024 على مجموعة من المنتجات على المتجر الإلكتروني مباحثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك الملك يشارك في قمة ثلاثية اردنية قبرصية يونانية مديرية زراعة إربد: زيادة إنتاج زيت الزيتون بنسبة 20% وزير المياه يبحث مع نظيره السوري ملف حوض اليرموك وزير الداخلية يوعز بالإفراج عن 486 موقوفا إداريا ترحيب عربي بوقف إطلاق النار في لبنان فون دير لاين تدعو لزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي أسوة بروسيا 33 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية توضيح مهم بشأن نظام التوجيهي الجديد في الأردن - فيديو فرنسا: نتنياهو يحظى بالحصانة بعد مذكرة الجنائية الدولية مسارات جديـدة لباص عمّان الاحتلال يصعّد اعتداءاته في الضفة الغربية انطلاق المؤتمر العربي السادس للمياه والدورة الـ 16 للمجلس الوزاري العربي للمياه الجامعة الأردنية تتميز بـ 4 تخصصات في تصنيف شنغهاي وزارة الشباب تبحث والوكالة الأميركية للتنمية تعزيز التعاون جيش الاحتلال يطلق أعيرة تحذيرية لتفريق مواطنين لبنانيين بري: نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان الأمن العام ينشر جدول الترخيص المتنقل في البادية
رسالة إلى الدولة!

رسالة إلى الدولة!

12-10-2022 04:26 AM

مكرم أحمد الطراونة - استطلاع الرأي الذي نشره مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية مؤخرا، تضمن مؤشرات تتعدى تقييم أداء حكومة الدكتور بشر الخصاونة، أو منجزها، فقد تعدى ذلك ليكون بمثابة رسالة مهمة للدولة لا بد من تحليلها ودراسة أبعادها، كونها مرتبطة بمستقبل البلد.
الاستطلاع بيّن أن الشباب من فئة 18 – 34 سنة، والأعلى تعليما، هم الأقل ثقة بالرئيس. وبالمناسبة، هذا الأمر ليس مرتبطا بالخصاونة كشخص أو حكومة، وإنما بموقع الرئيس مهما كانت هوية من يجلس على الكرسي.
الأمر الآخر الذي لا بد من التأشير عليه، هو أن هذه الفئة تعتقد أيضا أن الاقتصاد الأردني يسير في الاتجاه السلبي، وهي بذلك تكاد لا ترى أي منجزات إيجابية في الملف الاقتصادي خلال عمل حكومة الخصاونة، التي لا تتحمل وحدها وزر هذه النتيجة.
هذه مؤشرات لها مدلولات خطيرة وحساسة، خصوصا عند تشخيص ماهية هذه الفئة العمرية، ومن تمثل اليوم، وما هي هويتها في المستقبل، وإلى أي مدى ترى فيهم الدولة نواة لتطورها ونهضتها.
هؤلاء الشباب؛ ومن الجنسين، هم المؤثرون الذين نراهم يتسيدون مواقع التواصل الاجتماعي عبر منشورات ومقاطع فيديو، ولديهم متابعون كثر قادرون على نقل قناعاتهم وانطباعاتهم عن وضع الدولة والاقتصاد والمشاركة السياسية، والقناعة بالأحزاب، وغيرها من القضايا المهمة، إلى شريحة كبيرة من المواطنين، خصوصا الفئات العمرية الأصغر سنا، ما يعني أن الجيل القادم سينشأ على عدم الإيمان بأي حكومة أو مؤسسة رسمية أو غير رسمية، وهي معضلة حقيقية حين تشيع أجواء السلبية واليأس والإحباط في كل مكان.
هؤلاء، أيضا، يشكلون النسبة الأكبر من سكان الأردن، الدولة الفتية التي تدخل مئويتها الثانية بطموحات وأفكار ومشاريع إصلاحية، وبلوغهم هذه الدرجة الخطيرة من الإحباط، رغم التأكيدات الرسمية أنهم ركيزة أساسية في مستقبل المملكة، وتبنى عليهم الآمال، أمر غاية في الخطورة حيث لن يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة أي مشروع مما تخطط له الدولة في الوقت الحاضر.
الأمر الذي قد يكون أكثر خطورة يتمثل في أن مشاريع الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري تعتمد بشكل أساسي على هؤلاء ليكونوا جزءا منها، وأن يشاركوا في تحقيقها خلال مدة زمنية لا تتجاوز السنوات العشر، فالأحزاب لن تكون ذات وزن دون هؤلاء، ومشروع تطوير الفكر السياسي الذي يبدأ من المدرسة والجامعة سيصطدم بالقناعات السلبية لهذه الفئة العمرية، والتي يعد لها أن تحمل لواء نجاحه وصولا إلى حكومات برلمانية.
أما بخصوص الإصلاح الاقتصادي، فهناك إدراك رسمي بأن تحقيقه يتضمن محاور عدة، منها الاهتمام بالريادة والتكنولوجيا وفضاء الإنترنت، وبالتأكيد هذه الأعمار التي يتحدث عنها الاستطلاع هي القادرة على سبر أغوار هذا العالم، وبالتالي دون انخراطهم سيكون من الصعب أن نخطو ولو خطوة واحدة إلى الأمام. من دون هؤلاء ومن دون تحفيزهم وتمكينهم، ومحاولة اصلاح ما كسر في دواخلهم، فإن تحديات جمة ستواجه المشروع برمته.
إداريا، لا شك أن هؤلاء ومن هم أصغر منهم سنا سيتولون قيادة المؤسسات العامة والخاصة خلال عقد أو أكثر قليلا. كيف سيحدث كل ذلك وهم يشعرون اليوم بهذا الكم الكبير من الإحباط والتشاؤم وعدم التفاؤل؟
هي حقيقة لا مفر منها، فالشباب، وتحديدا الذكور، هم الأقل ثقة بكل شيء، ويجب ألا تمر نتائج هذا الاستطلاع في هذه الجزئية مرور الكرام، بل يجب أن تعرض على أعلى المستويات بعد تحليلها بهدف إيجاد حلول لتجاوزها إذا ما أردنا مستقبلا أكثر إشراقا وأملا.
الانسحابية والسلبية التي تسيطر على هذه الفئة يجب علاجها بالسرعة الممكنة. أما كيف يمكن أن يحدث ذلك، فهذه مسؤولية دولة بأكملها، وتتمثل في إعادة بناء الثقة بجميع المؤسسات والمناصب القيادية، التي مر كثير من الماء تحتها!








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع