زاد الاردن الاخباري -
كشف علماء أمريكيون في جامعة شيكاغو عن شبكة إنترنت "كميّة" غير قابلة للاختراق، وتتم تجربة الشبكة حاليًّا في أحد مختبرات الجامعة.
وتعتمد شبكات الكمبيوتر الحالية على إرسال المعلومات بين بعضها البعض كنبضات إلكترونية أو بصرية تمثل إما صفرًا أو واحدًا، ولكن في التكنولوجيا الكميّة، يستخدم العلماء الفوتونات "جسيمات الضوء" لنقل المعلومات التي يمكن أن تحتوي على مزيج من الأصفار والآحاد.
وكشف العلماء أن هذه التكنولوجيا "يستحيل اختراقها"؛ لأن جسيمات الضوء تفسد عندما يتم اعتراضها، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأوضح العلماء أيضًا أنه لا يمكن إرسال الجسيمات لمسافات طويلة في الوقت الحالي، لذا يعمل الفريق بقيادة الدكتور ديفيد أوشالوم، خبير الهندسة الجزيئية على إنشاء آلة للتغلب على هذه المشكلة التي تتسبب في إفساد المعلومات، بحسب الصحيفة.
ومن المقرر أن تعمل هذه الآلة على بناء الاتصال في نقاط مختلفة على طول الكابلات والتي يمكنها فك وإعادة تشفير جسيمات الفوتون؛ ما يؤدي إلى إطالة المسافة التي يمكن أن تقطعها قبل أن تتلف.
وكان الباحثون بنوا حواسيبهم الكمومية في حجرة صغيرة بجامعة شيكاغو بعرض ثلاثة أقدام أُطلق عليها اسم LL211A، وتم توصيل الكمبيوتر الكمومي بآلات كمومية أخرى في مختبر "أرجون" الوطني، ومختبر "فيرميلاب" الوطني.
وتعتمد الاختبارات الحالية على إطلاق الفوتونات المحملة بالمعلومات والمفاتيح المشفرة عبر الكابلات إلى مختبر "أرجون"، ثم يتم استخراج البيانات في الطرف الآخر، لتحديد ما إذا كان تم نقل جميع المعلومات دون أي تغييرات.
ومع ذلك، يكافح الباحثون من أجل تشغيل النظام، إذ تتغير الفوتونات باستمرار في أثناء مرورها عبر الشوائب الزجاجية في الكابلات.
إلى ذلك، قال الدكتور ستيفن جيرفين، الفيزيائي بجامعة "ييل"، إنه لا تزال هناك صعوبات تقنية كبيرة يجب التغلب عليها.
وأضاف أن النتائج يمكن أن تصبح بنفس أهمية الثورة التكنولوجية في القرن العشرين التي مكنت من اكتشاف الليزر والترانزستور ونظام تحديد المواقع والإنترنت.
يذكر أن عددًا من الأبحاث في السياق ذاته تجري في بوسطن ونيويورك وماريلاند وأريزونا، إذ يأمل العلماء في بناء أول شبكة كمية صغيرة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا أبحاث جارية في هولندا وألمانيا وسويسرا والصين من أجل بناء شبكة دولية، في إطار تسابق دول عدة على استخدام الحوسبة الكمومية أوَّلًا.