بعد اعلان نتائج استطلاع الرأي الذي اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية، والتي أشارت إلى تراجع الثقة في الجامعات، جاء الإعلان يوم أمس عن تدشين مشروع مركزين اقليميين في الجنوب والشمال تابعين للمركز الوطني للسكري الذي يقوده الدكتور كامل العجلوني، وهذه المرة الشراكة مع جامعتي مؤتة والعلوم والتكنولوجيا، أي عبر مؤسسات الدولة ، التي تزداد فجوة الثقة بينها وبين المواطن بحسب استطلاعات الرأي التي نقدرها ونحترم نتائجها.
لكن التغيير والتحول المجتمعي، في ظل غياب دور تنموي حقيقي للقطاع الخاص، يبقى بيد الدولة، وقد شرح د . كامل العجلوني قصة ذلك الإنجاز الكبير والقصة الكبيرة والنجاح الأردني في علاج السكري، وهو ما يجعله محلّ تقدير واحترام والضيف المرحب به في بيوتنا جميعا.
كان بوسع العجلوني كما قال أمس تأسيس مركز خاص به، وقد اخذ الموافقة كما قال من د. عارف البطاينه حين كان وزيرا للصحة، لكن الأمر وصل لمسامع سمو الأمير الحسن الذي طلب إلى العجلوني جعل الفكرة وطنية، فكانت قصة البدايات التي انتهت اليوم إلى نهايات وآمال مفرحة وإنجاز علمي كبير للجامعة الأردنية فضل كبير في دعمة واحتضانه، ولكامل العجلوني خلطته الخاصة المكونة من جملة غضبة وانجازه وصعوباته وشجاعته التي افضت إلى كل ذلك النجاح.
من حيث مشروعية التفاؤل بما تم أمس في المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة، فإن المركز، بما له من سمعه وطنية وعربية وعالمية وبخاصة في بحوثه العلمية، في توجهه الجديد وقراره بالتمدد شمالا وجنوبا، يعد من أفضل القرارات التي تصدر من عمان تجاه الأطراف، ومن أفضل الممارسات الحكومية تجاه المواطن.
كل هذا يحدث في ظل استمرارية المشاعر السلبية عند الناس لناحية كل ما يصدر من الحكومات، لكن الناس حين يجدون خدمة نوعية وإدارة ناجحة، فإنهم يحترمونها ويقفون معها، وحين يرون أن النظام سيد الإدارة ولا مجال للاختراق في التعيينات والخدمات فإنهم يقدمون قرابينهم تقربا للدولة، ويجددون ثقتهم لها.
وهذا لم يحدث مؤخرا إلّا في نموذج فريد أبدعه كامل العجلوني الذي ما أن اعلن قبل عامين عن توجهه لفتح مركزين في الكرك واربد حتى هبّ كثيرون لمنحه أراضي لأجل ذلك، لكن الأمور لأسباب تتعلق بالديمومة وتوفير الخبرات واجراء البحوث آلت إلى الجامعات التي تحصن باحتضانها المراكز المعرفة وتديم المؤسسات.
وهنا نقول إن عملية البناء يجب ان تدعم من ائتلاف وطني تساهم به شركة الفوسفات، وهناك شركة البوتاس العربية التي تدعم اليوم المجتمعات بشكل مناسب ولديها سجل طيب في الدعم، وعلى شركة الكهرباء الوطنية ومصفاة البترول وغيرها من الشركات والبنوك الوطنية أن تؤسس لشراكة واضحة مع المركز الوطني للسكري، على غرار الدعم الذي تلقاه مركز الحسين للسرطان من الدعم والتبرعات.
أخيرا شكرا لشركاء المركز الوطني للسكري، وشكرا لسمو الأمير الحسن والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، وشكرا للجهاز الطبي الذي يعمل في المركز الوطني، والشكر للجامعات التي احتضنت الأفكار التوسعية، والشكر قبل كل شي للجامعة الأردنية التي رفدت ودعمت وقدمت الكثير لهذا المنجز الكبير، الذي يكمله الكمال برئيسه كامل العجلوني الطبيب والإداري والقائد والباحث الفذ.