أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء باردة وغائمة جزئياً سموتريتش يدعو مجددا لتهجير سكان غزة .. "لدينا فرصة مع ترامب" ما حقيقة وفاة عسكري ظهر محتفلاً قبل أيام بمناسبة تخرجه؟ مصابون بقصف لحزب الله على "نهاريا" .. والاحتلال يستنفر خشية هجوم صاروخي واسع (شاهد) ضبط اعتداءات لسحب مياه النبع وبيعها في وادي السير سوريا: قصف إسرائيلي يستهدف عدّة جسور في منطقة القصير بريف حمص الأشغال المؤقتة ٧ سنوات لامرأة وصاحب ملهى بتهمة استغلال فتاة قاصر في الاتجار بالبشر بدء تسليم تعويضات المتضررين من إزالة الاعتداءات على الشوارع الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياهو وغالانت خطوات التسجيل الأولي للحج إلكترونياً - فيديو فيديو - قوات الاحتلال تداهم منازل ومحلات في قلقيلية الأمن: لا حدثاً أمنيًا في إربد فقط تعطل بطارية سيارة كهربائية مسؤول رفيع بالناتو يدعو للاستعداد للحرب .. ويتحدث عن ضربة استباقية لروسيا خبير اقتصادي: حرب غزة خفضت الايرادات الضريبية مليار دينار خلال 2024 الاحتلال يزعم احباط تهريب أسلحة من الأردن الصفدي :الأردن مستمر في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومستعد لإرسال المزيد حال فتح المعابر بحكم قضائي .. الخطيب ينتصر مجدداً على مرتضى منصور اليونيفيل: الاعتداء على الجيش اللبناني انتهاك للقرار 1701 عقوبات بريطانية على 30 سفينة إضافية تابعة للأسطول "الشبح" الروسي 17 مفقودا في مصر بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر
الصفحة الرئيسية أردنيات بني هاني يكتب: الديموقراطية .. جنة شهبندر التجار

بني هاني يكتب: الديموقراطية.. جنة شهبندر التجار

بني هاني يكتب: الديموقراطية .. جنة شهبندر التجار

14-10-2022 03:24 AM

زاد الاردن الاخباري -

كتب حسين بني هاني - لا زالت الديموقراطية تتربع على عرش الفكر السياسي، وستبقى كذلك دون منازع، الى ما شاء الله، رغم كل ما يكتنفها ويحيط بها من ملاحظات، تمس وقارها، كوسيلة فضلى للوصول الى السلطة. بل يعتبرها بعض السياسيين جوهرة النضج الإنساني الرفيع، معيدين الفضل بابتكارها لفلاسفة الثورة في أوروبا، ورغم انه لا يوجد بديل أفضل منها حتى هذه اللحظة، الا انها أصبحت بنظر أصحاب الفكر الإنساني اليوم، ما هي الا جنة شهبندر التجار، ولعبة رأس المال، بعد ان غابت قيمها الرصينة، وابتعد تطبيقها كثيراً عمّا أراده دعاة الحرية الإنسانية، أمثال (روسو، فولتير، هوبز، لوك) وغيرهم. اذ لم تُعرف فضائلها بالنسبة للسياسيين الا من خلال تطبيق الأنظمة الأخرى، بعد ان نخرها المال وهدد قيمها، واحالها الى سلع يتداولها الطامعون من الساسة والأحزاب، اللاهثة وراء السلطة، دون أي اعتبار لمصالح الناس، واحترام حرياتهم، التي عبّر عنها أولئك الفلاسفة الكبار، أصحاب النوايا الإنسانية الحسنة، البعيدة عن الجشع واستغلال حاجات الناس.

لقد تعود المتابعون للشأن السياسي، ان يروا تلازم الديموقراطية مع نظام السوق، تلازماً طردياً، تماماً مثل تلازم العرض والطلب، اذ حيثما تجد الديموقراطية الحقيقية، تجد نظام السوق تابعاً فورياً لها، ولكنك قد ترى هذا الأخير (نظام السوق)، دون أن ترى معه أي صيغة ديموقراطية للحكم، ولدينا أمثلة كثيرة يضج بها العالم الثالث، لا تشذ عن هذه القاعدة.

كانت الديموقراطية ولازالت، قيمة فكرية عظيمة، حتى دخل عليها الاعلام، ووضعها في كف عفريت، يعبث بها كيفما شاء، بل استطاع ان يحولها في الغرب المتجبّر، من آلية لتمثيل الشعب، الى مسرح مرايا تعكس كل واحدة صورة الأخرى الى ما لا نهاية، مما جعل الحقيقة تضيع بين الناس، فيما أبقى على الديموقراطية، مثل صنم يعبده الناخبون، ويقدمون له القرابين عشية كل مناسبة انتخابية، بعد ان سيطر الخوف على السياسيين من قول الحقيقية، التي تهبط بشعبيتهم الى الحضيض، بفعل حرية النشر، وهذا ما منع الانتخابات، حتى في الغرب، من صنع الديموقراطية، رغم توفر الحرية بشكلها الواسع، لارتباط العملية برمتها بدوائر متتالية من التضليل، ووفق حلقات مترابطة، كما لو انها كواكب تدور في فلك شمس السياسي او الاقتصادي او الحزبي.

لقد اعتقد الرومانسيون من الساسة وللأسف، ان الديموقراطية وحدها، هي ام الليبرالية وحضنها الدافئ الحنون، طالما انها تحقق قيمتي الحرية والسوق، ولكن هذه (الليبرالية) لم تنتصر لوحدها وبقوتها الذاتية، وانما بسبب التجربة البائسة الاشتراكية للاتحاد السوفييتي الفاشلة. لقد نجحت الرأسمالية نجاحاً باهراً في خلق الثروة، ولكنها اساءت توزيعها ولا تزال، الامر الذي جعل الديموقراطية في ظل ربيبتها الليبرالية الاقتصادية، خدعة يصعب هضمها، ولا تستقيم معها قيمة الحرية، في ظل غياب العدالة، خاصة عندما يكون العمل والانتاج ثروة الأمم الحقيقية، الموّلد لرأس المال، وليس البنوك التي أصبحت في عالم اليوم، بمثابة بيوت عبادة، يؤمها الناس، لانها تمنحهم الخلاص وتعطيهم صكوك الغفران من شقاء الدنيا، ويحتاجونها للتغلب على مصاعب حياتهم، وتحت عناوين برّاقة عريضة، تدعو لتعزيز المبادرة الفردية، في ظل نظام ليبرالي لا يرحم ضعاف القدرات، ويجعل بعض انتصار افراده المالي – هذا ان حصل – انتصاراً فظاً وبطعم المرارة والهزيمة النكراء.

شئنا ام ابينا، ستبقى الديموقراطية قبلة الأحزاب والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم، أولئك الذين يجدون فيها متاعهم، وفي محرابها فيض مصالحهم، يتلون في فضائها ومن اجلها في ذات المحراب، كل تمائم الخداع والتضليل، طالما انها لا زالت الفكرة الوحيدة، التي تمكنهم من الوصول للسلطة، ولو كانت على حساب مصالح الناس وحاجاتهم ومبادئهم، تماماً كما لم يفكر به او يتمناه أصحاب هذه الفكرة السامية اصلاً، أولئك الدعاة المخلصون من فلاسفة الثورة في أوروبا، ورواد الفكر التحرري، صناع النهضة، الذين اقاموا فكرتهم على احترام إنسانية الانسان، بدل استغلاله بحجة الديموقراطية.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع