حسن محمد الزبن - الاهتمام الجماهيري بالمباريات بين الأندية الأردنية يُشكل اليوم مرحلة من القلق، بسبب الانفلات الأخلاقي كلاما وتصرفا من بعض المشجعين لفرق أندية لها جمهورها ومتابعوها، وتخرج التصرفات عن ضوابط الروح الرياضية التي هي أساس المتابعة والاهتمام والمأمول من هذا الجمهور أو ذاك.
نادرا ما نجد هذا التناحر والاستفزاز في تشجيع فرق كرة الطائرة، أو البيسبول، أو أي نوع من الرياضات الأخرى، إلا أننا نجدها محصورة على الأغلب في كرة القدم التي تستحوذ الاهتمام والمتابعة الأكبر، فتجد جماهيرها لها هدير يدوي ويزلزل الملاعب، ومدرجات ملاعبها متروسة بحشود الجماهير، ونادرا ما تجد مكانا فارغا عندما تتعلق المباراة بكبار الأندية.
أعتقد أن الأمر زاد عن حده، وأصبحت هذه الظاهرة تخرج عن مضمونها وأهدافها الرياضية، وأصبحت الجماهير تسيء للأندية والفرق التي تشجعها، بما يصدر عنها أعقاب كل مباراة بعيدا عن تقبل نتيجة المباراة بالفوز أو الخسارة بروح رياضية أو في ظل المنافسة الشريفة.
أصبحت ظاهرة التراشق بالحجارة، وإيذاء المارة، والسيارات، وحتى الممتلكات العامة، هدفا للبعض من هذه الجماهير، بطريقة هوليغانية تُكرس معنى التعصب والإقليمية، وتكرس حالات التخريب والإيذاء، وتكرس المشاجرات، والتي لا تتوقف على أرض الملاعب والشارع، بل تتعداه لمناكفات وسباب على مواقع الفيسبوك، ومواقع التواصل الاجتماعي، دون ضوابط للسلوك المثالي والأخلاقي، ودون تقدير للأحاسيس والمشاعر، ويتصدر الحدث الرياضي نتائج مؤسفة، ويتحول إلى حدث اجتماعي وسياسي يتصدر المواقع بطريقة تسهم بالإساءة لوطن بأكمله.
الانقياد للعواطف الهوجاء، والتعصب لفريق معين بذاته، يخلق جو غير سليم بين الجماهير، وغير صحي مجتمعي، ففي الوقت الذي تنتهي فيه المباراة بغض النظر عن نتيجتها، نجد اللاعبين يودعون بعضهم على أرض الملعب بكل ألفة ومحبة، حتى في المباريات التي يمكن أن نصفها مباريات خشنة، لشدة المنافسة فيها.
وأخيرا نقول للجماهير إنه عليها أن تُعيد النظر في سلوكها، وتعيد النظر في ثقافة التشجيع، وتراجع نفسها في مصطلحات التعبير والهتاف دون تجاوز على الآخر، والامتثال لاحترام الروابط المجتمعية، والأخلاق التي يتحلى فيها شعبنا العريق من كافة المكون الأردني، والعودة إلى أخلاق الملاعب "هارد لك"، "وخيرها بغيرها"، بما يعطي جوا من الحميمية بروح رياضية، ومسؤولية تحكمها القيم والأخلاق بعيدا عن التوتر، أو مزيد من الاحتقان في الشارع، والجميع حبايب جماهير وأندية.
حمى الله الجميع،