أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصابة طبيب ومراجعين في مستشفى كمال عدوان صديق ميسي .. من هو مدرب إنتر ميامي الجديد؟ الأردن .. نصف مليون دينار قيمة خسائر حريق البالة بإربد بريطانيا: نتنياهو معرض للاعتقال إذا سافر للمملكة المتحدة الداوود يستقيل من تدريب فريق شباب العقبة انخفاض الرقم القياسي لأسعار أسهم بورصة عمّان مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات. وزير البيئة يلتقي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن روسيا تعلن سيطرتها على قرية أوكرانية قرب كوراخوفي تردد إسرائيلي بشأن تقديم استئناف للجنائية الدولية الكرملين: قصف أوكرانيا بصاروخ فرط صوتي تحذير للغرب تركيا: الأسد لا يريد السلام في سوريا بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي ويؤدي طقوسًا تلموديًة الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية .. اليكم التفاصيل! صحة غزة: المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة ميركل حزينة لعودة ترمب للرئاسة وزير الخارجية العراقي: هناك تهديدات واضحة للعراق من قبل إسرائيل زراعة الوسطية تدعو المزارعين لتقليم أشجار الزيتون السفير الياباني: نثمن الدور الأردني لتحقيق السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية الخطوط القطرية تخفض أسعار رحلاتها بين عمان والدوحة
يوم الفقراء

يوم الفقراء

18-10-2022 05:57 AM

من المستحيل ان ينتهي الفقر، ومن المستحيل ان تنجح سياسات الحكومات والمنظمات الدولية بالقضاء على الفقر.
و لربما ان الحل في ازمة الفقر هو القضاء على الفقراء. فتصوروا عالما بلا فقراء.
ابادة للفقراء، قرار جريء، والعالم قد يصل الى طريق مسدود وافق معدوم، ويقرر الساسة وصناع القرار ابادة الفقراء.
ما نسمعه عن الفقر بعد كورونا صاخب ومقلق. وحال العالم تعدى حدود القلق من الفقر، وتقف اليوم البشرية على حافة كارثية ما بين الحياة والموت.
يوميا يموت الاف من الفقراء، يموتون دون قرار رسمي، دون اطلاق رصاص حي على اجسادهم، يموتون من الجوع والفاقة، والتشريد الوبائي ، ويموتون من العطش، ويموتون من الاهمال الطبي، ويموتون على عتبات المستشفيات لعسرهم في دفع فواتير العلاج وشراء ادوية.
تتابع على التلفزيون برامج وحوارات حول الفقر، وتحذيرات من الجوع وثورة الجياع، والاسهاب في الكلام عن كورونا وانتاج الفقر والفقراء، والمضحك ان برامج التلفزيون يتخللها دعايات صاخبة لانواع الطعام و»جاكي فوود» ، وصور شهية لطعام محروم منه الفقراء، ويتابعون شاشة التلفزيون ويتحسرون، وفتحت شهيتهم ويموتون من الحرمان والعدم.
وفي مؤتمرات الفقر في فنادق الخمس نجوم، المشاركون وبعدما يختموا جلساتهم عن الفقر ومحاربة الفقر، والتحذير من مغبة كوارث الفقر الاجتماعية والسياسية، ينطلقون مسعورين الى بوفيات الطعام، ويأكلون بشراهة وحقد على الفقراء ، وكأن الفقر لا يقاوم ويعالج وتحل ازماته الا بخلوات ومؤتمرات 5 ستارز.
اعرف خبيرا اجتماعيا في شؤون الفقر وزنه زاد 20 كغم من وراء مؤتمرات اردنية واقليمية ودولية حول الفقراء.. والخبير يرفض المشاركة باي دعوة اذا ما اقترنت بوجبتي غداء وعشاء، وبوفيهات منوعة وفاخرة، وهو من اشد المغرمين بالخروف المحشي بورق عنب وكوسا، والكبه المشوية والشيشبورك، ويأكل 10 حبات كبة على الوجبة الواحدة.
عالم غريب ومليء بالتناقضات، ناس يموتون من الجوع، وناس يلقي بهم في البحر ويخشى عليهم ان يبتلوا.
الرأسمالية الوحشية فرضت ثقافة الاستهلاك وقيمها على شعوب جائعة وتموت من الجوع. المواطن الفقير الغلبان يقف تائها وحائرا بين اعلانات الطعام والوجبات السريعة وعالم الميديا والاعلان التجاري وقدرته على اشباع حاجاته وابسط وقود بيولوجي يحرقه ليضمن له عيشا كريما.
للفقر عذابات، والفقير في عصر « النيو ميديا « ضحية لشاشات الهواتف الخليوية، ضحية لخروف بوراك، وضحية لستيك نصرت ، وضحية لسلطة الافوكادو لحسين جيزان، واطباق وفخارات السي فود الشهية للاكيل « برنامج يبث على قناة مصرية « .. وفي ناس كثيرون لا يعرفون ما هي الافاكدو، وهل تشوى ام تلقى ام تأكل مع خبز وشراك ام تأكل نية ؟!
عالم النفس الروسي ايفان بافلوف في نطريته الانعكاس الشرطي، اتي بكلب، ويسيل لعاب الكلب كلما سمع الجرس، وبينما كان سابقا يفرز لعابه كلما رأى الطعام.
و في عالم الاعلانات يعذب المواطن الغلبان « المشاهد «، ويمارس عليه نوع من السادية الدعائية، وساعاته البيولوجية تضطرب وتصاب بالفوضى، ولا تجد غير ذلك تفسيرا في وقائع يشتبك بها طفل ومراهق مع كلب وقط، وحمار على حاوية نفايات وبقايا طعام، ولا تتعجب ان ترى مواطنا وحيوانا يرخيا رؤوسهم في حاويات بحثا عن بقايا طعام تسد رمق جوعهم.
ما العن الجوع ! ولا سلم وامان اجتماعيا ما دامت المعد خاوية والافئدة غاضبة.. السلم الاجتماعي في مهب الريح، والشعور بالامان اصبح ضائعا امام رغيف خبز، واندفاع الغرائز بنحو جنوني يفلت كل الكوابح والموانع والمحظورات.
كل تنظير وكلام الساسة والخبراء لا يعني شئيا، واذا ما اعتذروا من الفقراء، ونزلوا من ابراجهم العاجية وتناولوا وجبة من طعامهم اليومي.. واذا ما اكلوا رغيف خبز حاف وتلتصق به الحشرات والشوائب ، من هنا يبدأ فهم معنى الفقر، وماذا يعني ان تكون فقيرا ؟!
اتركوا الفقراء في حالهم، والعالم امس احتفل بيوم الفقر.. سمعت اعلانات سياسية عن الفقر، وسمعت متشدقين على قنوات ملونة يتحدثون عن الفقر. ولو ان ادارات التحرير في التلفزيون تكتب على الشاشة تحذيرا ممنوع متابعة ومشاهدة اطفال الفقراء والفقراء، وكما يحدث في افلام الرعب والاباحية.
الفقراء راضون وصابرون، ولا يريدون احدا يتحدث باسمهم وقضيتهم، والسماء تكفلت في حقهم، والتاريخ اشد عدلا في انصافهم وسداد ثأرهم من قاتلي وناهبي وسارقي حقوقهم.
وراء كل مليونير اردني وعربي يختبئ مليون جائع وفقير.. انه سؤال العدالة في زمن توحش به رأسمال، وزمن توحش به الاعلام الغرائزي، فلا تسأل اذن ما السبب وراء جرائم قطع الطريق والسلب والسرقة والاعتداء على اموال الغير ؟ّ انها ببساطة انحرافات وجرائم من صناعة جائع يعيش تحت ضغط الغزائز، فلا شيء يمكن ان يمنعه او يردعه او يدعوه الى ضبط النفس .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع