زاد الاردن الاخباري -
كتب أنس ضمرة - دائما ما انظر لهذا المشروع "غاز الريشة" او حتى بئر حمزة على أنه اداة من ادوات التسويف وشراء الوقت وتأجيل الاحلام.
في الرواية الرسمية فنحن لدينا غاز وهذه الحفارة في الصورة! لكن في الحقيقة ان ما تنتجه المحطة من غاز لا يكفي ليضيء المنطقة المحيطة فيها لمدة ساعة او اثنتين.
شعبيا؛ الحديث عن انه ليس لدينا غاز مرفوض وهناك دائما شكوك في الرواية الرسمية. .. ورسميا، الدولة منذ عقود تقول انها تعمل على تطوير هذه المحطة "اليتيمة" و نحن ننظر وننتظر متى "الماكنة حتطلع قماش" إلى أن لفظت "الماكينة" انفاسها.
غاب مشروع الغاز، وحضر اليورانيوم والكعكة الصفراء، التي لم نعرف حتى الان عنها شيئا واشترت الدولة الوقت في الترويج للمشروع النووي واستخراج اليورانيوم وان الاردن سيصدر للعالم هذه الكعكة النادرة، إلا أن كل ما تم في هذا المشروع هو بروباغندا - حتى اللحظة على الاقل.
بعد ذلك ظهر حلم الصخر الزيتي، وعندما تحقق، وتأكدنا من اننا يمكننا ان نستخدمه في توليد الكهرباء تحول هذا الحلم الي كابوس باتفاقية مجحفة، وطُلب منا تأجيل امانينا مجددا !
وبعد ان اكتشفنا - سبحان الله - بانه يمكننا توليد الكهرباء من الشمس، لم تقصر الدولة في فرض قيود شديدة على الملف حتى كاد الحصول على رخصة لمنزل او مصنع شبه مستحيل ومع تعديل ورفع اسعار الكهرباء الأخير جعلت الحكومة من حلمنا "النظيف" غير مجدٍ اقتصاديا .
اليوم الحلم "المؤجل" الجديد هو الذهب والنحاس، واستكشافه في صحراء انهكت وانتهكت من كثرة العبث غير الجاد بها.
اذا قرأ رئيس الوزراء هذا، سيتهمّ كاتب هذه السطور بأنه سوداوي مؤدلج أو جاحد، لكن لحظة دولتك: اذا كانت جميع المشاريع السابقة فشلت ولم يتحقق "الحلم الاردني المؤجل" لماذا علينا ان "نحلم من جديد"؟ وما هي النقطة الفارقة اليوم لنثق بان هناك مواردا تحت الارض او ان هناك نية جادة وقدرة على استخراجها !؟
ختاما؛ المضحك المبكي انه منذ ان كنت صحفيا في صحيفة العرب اليوم- قبل ان تم تصفيتها - كتبت ٣ مرات نية الحكومة توزيع ٤ لمبات موفرة للطاقة على المنازل التي تستهلك اقل من ٣٠٠ كيلو واط شهريا. وتعاقب على هذا الحلم وزراء طاقة كثر كان اولهم م. مالك الكباريتي، واخرهم قبل عام او اكثر بقليل م.هالة زواتي.
حتى هذه اللمبات الثلاث -رغم انها منحة اوروبية- منذ ١٠ سنين جعلوا منها "حلما مؤجلا". ونحن ننتظر! ونشير إلى هذه المشاريع - وحتى اللمبات - انها الضوء الذي في نهاية النفق!