زاد الاردن الاخباري -
أكد السفير فوق العادة لجمهورية الصين الشعبية لدى الأردن تشن تشوان دونغ أن “الصين ظلت أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 330 مليار دولار، بزيادة 110 مليارات دولار في السنوات الـ 10 الماضية”.
وأكد أن بلاده ستعزز تضامنها وتعاونها مع كافة الدول العربية، ومن بينها الأردن، بما يحقق الكسب المشترك ويخدم الشعوب، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية العربية ستأخذ منحى مهما ومتطورا في ظل تغيرات الوضع الدولي.
وقال دونغ في جوابه عن سؤال لـ”الغد” خلال مؤتمر صحافي للحديث عن نتائج انعقاد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني والعلاقات مع الأردن، حول أولويات خطة الصين في المنطقة العربية والأردن، إن الصين ستواصل توطيد العلاقات المشتركة وفق مرتكزات الشفافية واستراتيجية شراكة المنفعة المتبادلة، والقواسم المشتركة، ودعم التعددية، وبناء اقتصاد عربي منفتح يخدم شعوب أمته.
واحتفل الصين والأردن العام الماضي بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والذكرى المئوية لتأسيس الدولة الأردن، حيث شرعت الصين العام الحالي في مسيرتها المئوية الجديدة، ودخل الإصلاح والتنمية مرحلة حاسمة جديدة، وفق السفير الصيني.
وقال دونغ، خلال المؤتمر الذي عقده في مبنى السفارة الصينية في عمّان: “أنا على يقين بأن الصين والأردن سيعملان معا لتعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والارتقاء بعلاقات الشراكة الاستراتيجية إلى مستويات جديدة، بما يعود بالمزيد من الفوائد على الشعبين”.
ودعا دونغ لتسليط الضوء إعلاميا على قمة صينية مرتقبة مع الدول العربية لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، مشددا على أن الصين ستواصل دعم القضية الفلسطينية، وتوسيع التعاون العملي مع الدول العربية لتعزيز التنمية الاجتماعية.
وأضاف أن “الصين تدعم بثبات حل مشاكل الأمن لدول المنطقة عبر التعاون والتنسيق بين الدول العربية، وتدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى أن الصين تدعو للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة واحترام الوصاية الهاشمية على المقدسات.
وأوضح دونغ أن المؤتمر الوطني الـعشرين للحزب الشيوعي الصيني، سيقدم فرصا جديدة لتعزيز العلاقات والتعاون بين الصين ودول العالم، بما فيها الأردن ويوفر ديناميكية جديدة له.
وأضاف: “سنواصل مع الدول العربية دعم الدفاع عن التعددية والحوكمة الاقتصادية وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة الهبوط في النمو الاقتصادي العالمي والتحديات المشتركة أمام العالم، والذي سيعزز بدوره العلاقة المشتركة في شتى المجالات”.
أما بخصوص الاستثمارات الصينية في المملكة، أشار السفير إلى نجاح استثمارات صينية في الأردن، مؤكدا مواصلة بلاده في دعم هذا التوجه، حيث استثمرت شركة صينية في شركة البوتاس وساعدتها في التغلب على تحديات جائحة كورونا، إضافة لشركة أخرى استثمرت في مجال صناعة الملابس وهي مدرجة حاليا في بورصة نازداك.
وقال دونغ إن “السفارة استقبلت عدة صينيين يودون الاستثمار في الأردن”، موضحا أن سياسة بلاده في مكافحة كورونا “ديناميكية تعتمد على المتغيرات المرتبطة بالجائحة”، مبينا أنه تم تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة إضافية.
وأشار إلى إصدار 700 تأشيرة تجارية، ونحو 200 تأشيرة لأغراض الدراسة منذ حزيران (يونيو) وحتى الوقت الراهن، فيما عاد كثير منهم للصين حاليا.
وتابع أنه يوجد في الأردن 800 عامل وعاملة صينية حاليا، ومعظمهم من المهندسين، لافتا إلى أنهم يعيشون بشكل متناغم في الأردن، وتعد البيئة العامة لعملهم جيدة، منوها بأن سفارة بلاده رصدت توظيف المؤسسات الصينية للأردنيين وتقوم بتوفير فرص العمل لهم، كشركة جرش لصناعة الملابس التي تعاونت لتدريب الشباب الأردنيين واللاجئين السوريين.
وحول دور قانون الاستثمار الجديد الذي أصدره الأردن، أكد السفير أنه سيسهم بتعزيز الاستثمارات الصينية في الأردن، مضيفا أن السفارة ستترجم القانون الجديد إلى اللغة الصينية لمساعدة المستثمرين الصينيين.
وأعرب السفير عن أمله بأن تقوم الحكومة الأردنية بتهيئة بيئة عادلة شفافة لتعزيز الاستثمار دوما.
أما حول الإجراءات المستجدة للتعامل مع المسافرين نحو الصين في ظل استمرار قيود كوفيد – 19، فقال دونغ إن الصين قامت بتخفيض مدة الحجر المنزلي وخففت القيود المرتبطة بكورونا، محذرا من أن الوضع الوبائي “ما زال خطيرا وما نزال متمسكين بإجراءات مكافحة الوباء بحسب الدراسات العلمية ومستعدين لتقديم تسهيلات السفر للصحفيين الأردنيين”.
وعن المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، الذي يعقد كل خمس سنوات، قال السفير إنه أكبر وأهم حدث سياسي للحزب وللصين بأكملها، مشيرا إلى نجاح أعماله المنعقدة في الفترة من 16 إلى 22 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، في العاصمة بكين.
وأضاف أن المؤتمر “يتحلى بأهمية بالغة، ويُعقد في لحظة حاسمة استهل فيها جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد التقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والزحف نحو هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الأولى لتأسيس جمهورية الصين الشعبية”.
إيمان الفارس - الغد