في الضفة الغربية المحتلة نحن امام ولادة لاسم ووصف جديد، نحته مناضلون احرار بالدم، و يبشر لولادة جيل من الكفاح الوطني الفلسطيني.
عرين الاسود، لم تنسب لاي تنظيم او فصيل فلسطيني. ولدت حديثا، وتحمل رايات النضال الوطني، ومشروع التحرير، ومؤمنة بأن تحرير الارض يتم بقوة السلاح.
في تاريخ الثورة الفلسطينية ولدت حركات مقاومة حملت برامج ثورية مؤمنة بان الارض لا تحرر الا بالسلاح والقوة.
و هذا من ادبيات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفصائل من حركة فتح، وحركة حماس والجهاد الاسلامي التي ولدت بعد تسعينات القرن الماضي.
الاسود هم، شباب مؤمنون بعدالة قضيتهم، ومؤمنون ان الحق لا يسترد الا بالقوة، « ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة «.. عبارة قالها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قبل نصف قرن، كانت عنوانا مهلما في بوصلة النضال الفلسطيني والعربي ضد الاحتلال الصهيوني.
والاسود هم، شباب مؤمنون بان السلام كذبة وخدعة، ووهم كبير.. وتضم عرين الأسود في صفوفها شبابا من مشارب ايدلوجية مختلفة. وما يوحي انهم قفزوا على اختلاف وفرقة وانقسام الفصائل الفلسطينية.
ولدت عرين الاسود من مقاومة الشوارع، والاشتباك اليومي مع الاحتلال الصهيوني، وكما شاهدنا في باحات الاقصى، ومخيم جنين، وبابسط الامكانات يواجهون آليات الاحتلال العكسرية، وعمليات الهدم والتشريد، و القتل.
و صورة عدي التميمي لا تمحى من الاذهان، استشهد وهو يقاوم الاحتلال، زرعوا الرصاص في جسده ورأسه وبقي يقاوم، لم ار هذا المشهد من قبل، والتميمي هو تضاد مع مرحلة السلام واوسلو وتضاد مع الهدنة والسلطة، والتنسيق الامني.
جنين تجربة نضالية ملحمية للمقاومة، وتعبير عن روح جديدة للشباب الفلسطيني، وفي نابلس تكررت التجربة، وعبرت عن ذات المعاني النضالية، واكدت على ان هناك شعبا حيا وجيلا مقاوما يدافع عن حريته وعدالته، واستقلاله.
هناك قوة حية جديدة تولد في الضفة الغربية، وعرين الاسود فوق الفصائل وعابر لها.. انه مقاوم اولا لاستنزاف الانقسام الفلسطيني، وما قد اوصل القضية الى الهاوية ونال من سمعتها، وكأن الصراع الفلسطيني ليس على قضية تحرر وطني انما سلطة.
عرين الاسود انتاج مقاوم هز التنيسق الامني، ومعادلات الامن بين السلطة والاحتلال. الضفة الغربية على وشك اعلان انتفاضة.. وهناك ما يوحي ان شرارة الانتفاضة القادمة ستكون مدوية في اراضي فلسطين التاريخية من غزة الى الضفة واراضي 48 المحتلة.
في الانتخابات الامريكية والاسرائيلية، يبدو ان المزاج ذاهب نحو اليمين. وما يعني مزيدا من التنكيل بالقضية الفلسطينية.. واقوى ما يملك الفلسطينيون عدالة القضية، وكما دعت استراليا الى التراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وتراجع استراليا يعود الى فضل المقاومة وبسالة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن ارضه وحقه، وعدالة قضيته.
ثمة مفارقة عجيبة.. اسرائيل في اشد ازماتها امنيا وسياسيا، وتعاني من تراجع صورتها في العالم، وتقوم بسياسة استفزازية في ضم اراضي بالقوة وممارسة فصل عنصري، والعجز العربي يجعل للوهم الاسرائيلي قدرا وقيمة والف حساب، وتنازلات مجانية وتطبيع طوعي وقسري مفلس..
القمة العربية ستعقد الاسبوع الجاري في الجزائر.. لا اظن ان القضية الفلسطينية ستكون على جدول الاعمال بنحو مهم ورئيسي.. وباستثناء طبعا العبارات والكليشهيات التقليدية في القمم العربية.