زاد الاردن الاخباري -
على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات البرلمانية التكميلية في البحرين، أعلنت جمعية معارضة مقاطعتها، في حين يرى مراقبون أن هيئات سياسية أخرى قد تحذو حذوها، وأن الاتجاه العام لدى المعارضة هو المقاطعة، مما يجعل هذه الانتخابات على المحك.
وستجري هذه الانتخابات في 24 سبتمبر/ أيلول المقبل لشغل 18 مقعدا التي استقال منها نواب جمعية الوفاق المعارضة في مارس/ آذار الماضي احتجاجا على تعامل الحكومة مع حركة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد.
وتأتي هذه الانتخابات في وقت يعيش فيه البلد احتقانا سياسيا واضطرابات أمنية في معاقل أنصار المعارضة، التي تشهد مواجهات شبه يومية بين قوات الأمن ومحتجين على الأوضاع.
مقاطعة وعد
جمعية وعد المعارضة قررت مقاطعة هذه الانتخابات بعد ما تعرضت لموجة من التحديات منذ فرض قانون الطوارئ منتصف مارس/ آذار، أبرزها اعتقال أمينها العام إبراهيم شريف وإحراق وغلق مقراتها، إضافة إلى التحقيق مع بعض أعضائها، وهو ما أدى إلى إرباك عملها.
لكن الجمعية وفق مراقبين وجدت في هذه التحديات فرصة لتبرير مقاطعتها للانتخابات التكميلية، التي اعتبرت أن المشاركة فيها قد تدفع بالبلد لمزيد من "الاحتقان الطائفي".
ومن أبرز مبررات قرار جمعية وعد بمقاطعة هذه الانتخابات -كما يقول الأمين العام المساعد للشؤون السياسية رضي الموسوي- عدم الأخذ بآراء المعارضة السياسية في حوار التوافق الوطني، واقتصار الآراء المتوافق عليها فقط، والتي يغلب عليها الجانب الخدماتي، وفق قول المتحدث نفسه.
واعتبر الموسوي أن استمرار اعتقال أعضاء من الجمعية، وعلى رأسهم أمينها العام إبراهيم شريف، واستمرار عمليات التوقيف والفصل من الوظائف "سيؤثر سلبا على أيّ فعل انتخابي".
ودعا الحكومة إلى الشروع في حل الأزمة السياسية بدل ما وصفها بـ"عملية الترقيع".
"
يرى المراقبون أن المزاج العام لدى أنصار المعارضة البحرينية بقواها اليسارية والقومية والشيعية يتجه نحو مقاطعة هذه الانتخابات
"
مزاج عام
ويرى مراقبون أن جمعية الوفاق المعارضة
-الحليفة لجمعية وعد- قد تتخذ القرار نفسه يوم الجمعة القادم بمقاطعة الانتخابات، كما يرون أن المزاج العام لدى أنصار المعارضة بقواها اليسارية والقومية والشيعية يتجه نحو المقاطعة.
ومن المنتظر أن تعلن باقي القوى السياسية المعارضة والقريبة من الحكومة مواقفها من الانتخابات خلال الأسبوع القادم، وهو الموعد المحدد لبدء الترشيح.
ويرى مراقبون أن هذه الجمعيات لا تجد الأجواء المناسبة التي تشجعها على المشاركة في الانتخابات، ولا سيما أن استقالة نواب الوفاق جاءت بعد احتجاجها على ما اعتبرته قمعا من الحكومة للمحتجين، وترى أن هذه المعضلة ما زالت قائمة.
وقد بدأت الحكومة مبكرا حملتها الإعلامية للترويج للانتخابات، التي ترى أن المرحلة التي ستعقبها هي مرحلة استقرار البلد.