ما الذي يمكن ان تفكر به جامعة في سبيل تعزيز حضورها في المجتمعات المحلية وفي مسيرة التنمية، في ظل سباقها نحو التصنيفات العالمية؟ ولماذا تصر الجامعات على ممارسة البحث والدرس الجامعي داخل أسوار قلاعها الأكاديمية المنيعة؟ هل تخلت الجامعات عن مجتمعاتها وخطط التنمية في سبيل الخلاص التصنيفي العالمي؟
لربما كل تلك الأسئلة وجدت ردًا عليها بعقد مجلس عمداء الجامعة الأردنية أمس الاثنين اجتماعه في محطة البحوث الزراعية في منطقة الموقر. وحضر الاجتماع سمو الأميرة بسمة بنت علي بن نايف وعدد من الخبراء في تطوير البادية واعادة تأهيل مجتمعاتها.
استعرض عميد كلية الزراعة، الدكتور صفوان الشياب أمام الجميع فرص وتحديات محطة بحوث الموقر، كما تحدث خبراء امثال د. سمير عويس المدير العام السابق للبحوث في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «ايكاردا» وبين أن عملية التطوير التى تمت منذ عام 1980 في المنطقة كانت تبشر آنذاك بتنمية واعدة، لكن المنطقة تعرضت للعبث والجفاف وانخفاض المطر وبالتالي تدني مستوى الانتاج النباتي والحيواني ما ادى لضعف وتراجع محاولات التنمية المستدامة في البادية.
والسؤال هو عن جدوى هذا اللقاء. والذي يعد الأول لمجلس عمداء الجامعة الأردنية الذي يعقد خارج حرم الجامعة وفي منطقة الموقر، كما قال ممثلو المجتمع المحلي في اللقاء، ولعلّ هذا نابع من اهتمام الجامعة ورئاستها بالدفع بالمشاريع التابعة لها والمساحات التي تملكها لاعادة الحياة لها، بعد أن تعرضت للاهمال بل احيانا كان البعض يحاول التخلص مما كل هو خارج العاصمة.
لعلّ النادر في لقاء مجلس عمداء الجامعة الأردينة، ليس التوقيت ولا اللقاء بين اكاديميين في وسط البادية لمناقشة قضايا جامعتهم وطلابها والبحث العلمي والشراكات الدولية والتصنيف الدولي للجامعة بل المهم ان هذا اللقاء هو إشارة وتسليط للضوء على المكان باستثمار الثقل العلمي والمعرفي للجامعة، وهو أمر يجب الاستثمار به في كل الامكنة التي يمكن أن تكون بحاجة للنهوض بها وبشراكة مع القطاع الخاص.
رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات أكد ان جمع الخبراء والشركاء والراغبين بالاستثمار في المكان ليس كرمًا او ترفاً او محاولة لعقد جلسة علمية وحسب لمجلس العمداء، بل هو نوع من المسؤولية التنموية للجامعة تجاه الوطن وتجاه المجتمعات المحلية. وهو محاولة للانتباه وتطبيق توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في تعزيز الوعي العلمي والاستثمار في الزراعة والتغذية بما يعزز ادوار الجامعات في التنمية.
في هذا السياق يمكن القول ايضًا ان لقاء الموقر يجب ان يستمر في عدة جلسات لاحقة لمتابعة الترويج والاستثمار في المنطقة وجلب مستثمرين محليين ودوليين لنقل التكنولوجيا للمكان والافادة من مزاياه المناخية ووجود امكانية لاقامة مشاريع نوعية فيه.