الأردن في الجزائر .. حرص على العمق العربي

القمة العربية الـ(31) في الجزائر، والتي تأتي بعد توقف قارب الثلاث سنوات، تحمل في مضامينها أهمية كبرى، ذلك أن تفاصيل كثيرة شهدها العالم والإقليم خلال هذه السنوات الثلاث وظروفا معقّدة، الأمر الذي يمنحها أهمية خاصة تجعلها علامة فارقة بين أحداث هذا العام، ودرب حلّ للكثير من القضايات التي يمكن وصفها بالمعقدة.
والأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني يحرص دوما على المشاركة في القمم العربية، بل ويحرص على تعزيز العمق العربي ووحدة الصف والكلمة العربية، من خلال لقاءات دائمة واتصالات، تضع الأولوية بها للعمل العربي المشترك وتكاملية المواقف وصولا للمصالح التي تجعل من المنطقة دوما في مقدّمة مسيرة التطوّر والتنمية على مستوى دولي.
وعكست مشاركة مندوب جلالة الملك سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، بترأس الوفد الأردني في أعمال القمة العربية (31) المنعقدة في الجزائر، الاهتمام الأردني بقيادة جلالة الملك في القمم العربية، ورسالة أردنية واضحة بأهمية القمة وضرورة عقدها لتكون بداية لحالة عربية تحمل مضامين تزيد من العمل العربي المشترك وتجعله واقعا ملموسا في كافة القطاعات وعلى كافة الأصعدة.
كما تعكس هذه المشاركة الهامة الحرص الأردني على عمقه العربي، بحضور ولي العهد مندوبا عن جلالة الملك، وسعي جاد لجعل العمل العربي المشترك أساسا للمراحل السابقة وللقادم من الأيام، وضرورة ديمومة هذه القمم لتبقى عنوان تعاون واتحاد عربي وتنسيق مستمر على مستوى قيادات العالم العربي، تحضر به أسس حلّ الخلافات لتجاوز التحديات التي يواجهها العالم العربي كما دول العالم كافة، والتي لا يمكن تجاوزها كلا على حدا.
مشاركة سمو ولي العهد هامة جدا، حيث تعقد قمة «الجزائر» في وقت تتكالب به التحديات على العالم العربي، وهذا يستوجب عملا عربيا مشتركا تغلب به الوحدة العربية، والمصالح الوطنية العربية، والعمل لأن تكون هذه القمة فرصة ذهبية تستثمر للصالح العربي.
وحملت مشاركة سمو ولي العهد أهمية اضافية، حيث حضرت القضية الفلسطينية بشكل قوي، للتأكيد على ضرورة وجود موقف عربي واحد لمواجهة التعنّت الإسرائيلي واضاعته للكثير من فرص السلام، ذلك أن الوحدة العربية بهذا الإطار لم تعد ترفا، فهي اليوم ضرورة يجب الإعلان عنها بصوت عربي واحد حتى يتمكن الفلسطينيون من مواجهة الاحتلال، وفتح أبواب الأمل بتحقيق السلام العادل والشامل.
وطالما سعى الأردن لجعل فلسطين القضية المركزية عربيا ودوليا، وفي سعي عربي جاد اليوم يجعل من هذا الجانب أولوية في القمة العربية، وصولا لحلول عملية للقضية الفلسطينية وتحريك ساكن عملية السلام، وجعلها واقعا عربيا بتنسيق مشترك ووضع اسرائيل أمام موقف عربي واحد حيال ذلك.
قمة هامة جدا، وتأتي بعد سنوات عجاف على صعد كثيرة، فيما عكست المشاركة الأردنية أهمية كبرى بحجم الرسائل والملفات التي طرحها، وحجم اللقاءات والحوارات خلال القمة، ومن جديد يؤكد الأردن على حرصه على عمقه العربي الذي لن يتخلى عنه مطلقا، وحرصه على علاقات عربية عربية قوية.

---