يخيم شبح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو على الأردن، وهو ما يدفع وزارة الخارجية الأردنية إلى العمل مبكراً على صد الارتدادات السياسية لعودته المحتملة.
ولذلك كان الأردن حريص كل الحرص على إدامة عمر الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت بكل ما تملك من أدوات، ومن بينها خفض التصعيد في القدس، وإجراء اتصالاتها وتجربة ثقلها السياسي لدى بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي من العرب لتجنب عودة نتنياهو.
واتسمت العلاقة الإسرائيلية - الأردنية بالتوتر خلال ولاية زعيم الليكود على رأس الحكومة التي استمرت نحو 12 سنة.
وكان تهديد نتنياهو بإنهاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى السبب الأساس للتوتر الشديد بين نتنياهو وجلالةالملك عبد الله الثاني، فضلاً عن مساعيه لتقويض حل الدولتين، ومحاولة المس بالأمن القومي الأردني.
لاحقاً، حاولت تل أبيب ترطيب العلاقة مع الأردن عبر ملف المياه وضخ كميات إضافية للأردن الذي يعاني من أزمة مائية، الأمر الذي عطله نتنياهو مراراً، فضلاً عن رفع سقف الصادرات الأردنية إلى الضفة الغربية.
وبمجرد إعلان توقيع الأردن وإسرائيل اتفاقاً لشراء المملكة 50 مليون متر مكعب مياه من تل أبيب، هاجم نتنياهو الإتفاق، واعتبر أنه جاء من دون الحصول على أي مقابل سياسي لإسرائيل.
ووصف الملك عبد الله الثاني في عام 2019 علاقات بلاده مع إسرائيل بأنها "في أدنى مستوياتها على الإطلاق"، ولفت في عام 2020 إلى احتمال "صدام كبير" بعد ضم إسرائيل غور الأردن.
ويوشك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على العودة للسلطة على رأس إئتلاف سيكون الأكثر ميلا لليمين في تاريخ البلاد مما تسبب في قلق بين الفلسطينيين والعرب الذين يخشون من أن ذلك سيصعد من التوتر في أنحاء الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يتسبب فوز نتنياهو في إستياء بين الفلسطينيين وبعض الدول العربية ونخص بالذكر ( الأردن ) الجار الذي تربطه أكبر حدود مع إسرائيل ، ليس فقط بسبب حكومته التي ستكون يمينية متطرفة وستوسع على الأرجح نشاط الإستيطان في الضفة الغربية المحتلة بل أيضا بسبب موقفه المتشدد من إيران الذي يعني أنه سيسعى لترسيخ تحالف تشكل حديثا مع دول خليج عربية.
ويسعى نتانياهو بشكل دؤوب خلف رئاسة الوزراء والتي يسود الإعتقاد بأنه مؤهل كفاية لتوليها. وخلال حملته الإنتخابية، تجول نتانياهو في حافلة محصنة ضد الرصاص والتي تسببت بموجة استهزاء فأطلقوا عليها "حافلة بيبي" وقارنوها بالعربة التي يتنقل بها بابا الفاتيكان.
وسعى نتانياهو إلى إيصال رسالة مفادها أن التحالف الذي أطاح به العام الماضي والذي ضم حزبا عربيا لأول مرة في تاريخ إسرائيل كان "خطيرا" على الدولة العبرية.
- نتنياهو الأقرب لتشكيل الحكومة.
وفي إستعراض فرص بنيامين نتنياهو وتحالفاته مقابل لبيد وتحالفاته في الانتخابات الجديدة، تشير إلى أن نتنياهو أقرب للعودة إلى تشكيل الحكومة المقبلة، وعزا ذلك إلى تفكك القائمة المشتركة وتشتت الأحزاب العربية، وسط إنخفاض نسبة التصويت في صفوف المواطنين العرب وإتساع دائرة المقاطعة بينهم.
إن إنقسام الأحزاب العربية مكن نتنياهو -الذي يواصل دعم معسكر اليمين- إقتناص فرصة تشكيل الحكومة والعودة إلى رئاسة الوزراء بحكومة يمين ضيقة قد لا تصمد طويلا.
عندما كانت الأحزاب العربية تحت مظلة واحدة هي "المشتركة" حققت إنجازا بتمثيل عربي غير مسبوق في الكنيست، وعجز نتنياهو عن ضمان أغلبية 61 من أصل 120 عضو كنيست لتشكيل حكومة.
الدكتور هيثم عبدالكريم أحمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي